عنوان الفتوى : أحوال قراءة البردة وهل يؤجر قارئها
سؤالي هو عن حكم قراءة البردة وهل من يقرأها يحصل على أجر أم لا، فإنني على دراية بالإشكالات المحيطة بالبردة وقرأت الكثير من المقالات من معارض ومؤيد، فأرجو من سماحتكم الإجابة على استفساري؟ ملاحظة: أتمنى منكم أن يتم الرد عن طريق إيميلي.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقصيدة البردة تشتمل على أمور مناقضة للتوحيد، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 5211، ومع وجود مثل هذه المخالفات لا تجوز قراءتها إلا لمن يستطيع تمييز الطيب من الخبيث، والصحيح من السقيم، ومن كان كذلك فلا بأس بقراءته ما فيها من خير واجتناب ما فيها من غلو، كما سبقت الإشارة إليه في الفتوى رقم: 12648.
وأما السؤال عن أجر قراءتها فهو كقراءة غيرها من أبيات المديح النبوي يؤجر صاحبها بحسب نيته وإصابته للحق في مقاله، ولكن لا بد هنا من التنبيه على بطلان ما يعتقده بعض الناس من الفضيلة الخاصة للبردة وقراءتها.
قال الشيخ أبو أويس الحسني في رسالته (التوضيحات الجلية لأبيات البردة المردية): ومعلوم ما للناس -وخصوصاً المغاربة- من الاعتقاد البليغ في القصيدتين -يعني البردة والهمزية للبوصيري- حتى إنهم يقرؤونها على الأموات مع القرآن مع الاحتفال بذلك وتعظيم قرائها وإيثارهم بالعطاء، ووضع بعض المغفلين مؤلفاً في خواص أبيات البردة، إلى أنواع أخرى من الغلو النابع من الاعتقاد. انتهى.
والله أعلم.