عنوان الفتوى : خطأ تفسير كلمة لا إله إلا الله بـ: لا رب إلا الله
ما حكم من يعرف لا إله إلا الله، بمعنى غير لا معبود بحق إلا الله. مثال: يعرفها لا رب إلا الله. هل هذا منكر ويجب كرهه؟ وهل إذا كان يجب علي كره هذا هل أنوي امتثال أمر الله وهل الله أمرني بكرهه وأريد دليلا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فكلمة التوحيد " لا إله إلا الله " معناها " لا معبود بحق إلا الله " كما بيناه في الفتوى رقم: 120968 وتفسيرها بأنه لا رب إلا الله بمعنى لا خالق، ولا رازق إلا الله، لا يصح.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: وإله؛ أي: مألوه معبود مطاع، وليس بمعنى آله؛ أي: قادر على الاختراع، فإن هذا المعنى فاسد، ذهب إليه المتكلمون أو عامتهم، فيكون معنى (لا إله إلا الله) على هذا القول: لا رب إلا الله، وهذا ليس بالتوحيد المطلوب بهذه الكلمة؛ إذ لو كان كذلك لكان المشركون الذين قاتلهم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - موحدين؛ لأنهم يقولون: لا رب إلا الله، قال تعالى: {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَيَقُولُونَ اللَّهِ} [المؤمنون: 86] . وهذه إحدى القراءتين، وهي سبعية. اهــ.
ولا شك أن توحيد الألوهية يتضمن توحيد الربوبية كما قال أهل العلم, ولكن تفسيرها به لا يصح.
قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية: التَّوْحِيدُ الَّذِي دَعَتْ إِلَيْهِ الرُّسُلُ، وَنَزَلَتْ بِهِ الْكُتُبُ، هُوَ تَوْحِيدُ الْإِلَهِيَّةِ الْمُتَضَمِّنُ تَوْحِيدَ الرُّبُوبِيَّةِ، وَهُوَ عِبَادَةُ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ. اهــ.
وقال: وَتَوْحِيدُ الْإِلَهِيَّةِ مُتَضَمِّنٌ لِتَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّةِ دُونَ الْعَكْسِ. فَمَنْ لَا يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ يَكُونُ عَاجِزًا، وَالْعَاجِزُ لَا يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ إِلَهًا. قَالَ تَعَالَى: {أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} ، وَقَالَ تَعَالَى: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ}. اهــ.
فمن عُلم من الناس أنه على خطأ في فهم كلمة التوحيد فإنه يُبين له الصواب برفق ولين، وحكمة، قياما بالأمر بالمعروف، وواجب النصيحة للمسلمين.
وأما الكره فلا شك أن المسلم يكره تفسير كلام الله تعالى على غير مراده تعالى, وكذا يكره تفسير كلام رسوله صلى الله عليه وسلم على غير مراده, ويكفيك أن تعلم أنه خطأ يُشرع تنبيه من وقع فيه، ونصيحته، ودعك من التكلف في السؤال.
والله تعالى أعلم.