عنوان الفتوى : ما يتميز به الإسلام عن غيره من الديانات الأرضية
صديق لي أسلم قريبًا، وسألني لماذا يجب أن أكون مسلمًا، بمعنى آخر ما الذي يميز الإسلام عن غيره من الديانات؟ وما معنى لا إله إلا الله؟أرجو التكرم وإرسال الإجابة باللغتين العربية والإنكليزية. وجزاكم الله عنا كل خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فكلمة التوحيد (لا إله إلا الله) معناها: لا معبود بحق إلا الله، فهي تنفي الألوهية الحقة عما سوى الله تعالى، وتثبتها لله وحده عز وجل، فإذا قال القائل (أشهد أن لا إله إلا الله) فمعنى ذلك أنه يقر ويعترف ويؤمن بأنه لا أحد يستحق أن يُعبد إلا الله تعالى لكماله وعظمته، فلا يشرع صرف العبادة لغيره، ومن صرفها لغيره فقد كفر بالله كفرًا مخرجًا من الملة.
وأما لماذا يجب أن يكون الإنسان مسلمًا، وما الذي يميز الإسلام عن غيره... إلخ، فجوابه أن كل أحد مطالب بأن يكون مسلمًا؛ لأن الإسلام هو دين الله تعالى الذي أمر به جميع العباد، وهو الدين الذي لا يقبل من أحد دينًا سواه؛ كما قال تعالى: ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين [آل عمران: 85]، كما أن الإسلام هو الدين الذي بعث الله به جميع الأنبياء والمرسلين؛ كما ذكرناه في الفتوى: 39118، والفتوى:77096، وكذا الفتوى: 25416.
ومما يميز الإسلام أيضًا عن غيره من الديانات الأرضية مع كونه من عند الله ودين جميع الأنبياء، أنه يوافق الفطرة السليمة التي تخضع وتذل لخالقها جل وعلا، ويـنسجم مع متطلبات البشر وحاجاتهم، وينظم شؤونهم، بخلاف الأديان التي اخترعها البشر، حيث ملئت بالـمـتـنـاقـضات وما يصادم فطرة الإنسان، وألقت به في أتون الحرج والضيق أو الانحلال والفجور، وصدق الله العظيم إذ يقول عن دين الإسلام: صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً..... [البقرة: 138]، أي صبغة الله أحسن صبغة وهي الإسلام، فسمي الدين صبغة استعارة من حيث تظهر أعماله وسمته على المتدين، كما يظهر أثر الصبغ في الثوب، وانظر الفتوى:28002، حول أثر الإسلام في جوانب حياة الإنسان كلها.
وأما فتاوى اللغة الإنجليزية فانظر الفتوى: 81396، والفتوى: 88906، والفتوى: 83990، وجميعها حول التعريف بالإسلام وحقيقة عيسى عليه السلام وإخبار التوراة والإنجيل بمحمد صلى الله عليه وسلم. وننبه إلى أن الدخول إلى أرقام هذه الفتاوى يكون من الصفحة الإنجليزية في موقعنا.
وأخيرًا: نوصي الأخ السائل بصديقه المسلم الجديد خيرًا، وليحرص على تعليمه أصول الدين وأركان الإسلام، وليحرص على اصطحابه إلى المراكز التي تعنى بالمسلمين الجدد، لعل الله تعالى أن يثقل ميزانه يوم القيامة إن كان سببًا لثبات صديقه على الإسلام.
والله تعالى أعلم.