عنوان الفتوى : كيف نجعل أعراسنا إسلامية
نظرا لما يتسم به الزواج عندنا في الجزائر خصوصا في المنطقة التي أسكن فيها من فوضى وهمجية ولا مراعاة للشرع في الأعراس(شرب الخمر وتعاطي المخدرات....)؛ الرجاء منكم إعطائي طريقة إسلامية شرعية إقتصادية منظمة لإتمام الزواج وشكراًالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنشكر لك أولاً غيرتك على الإسلام، ونبذك للعادات والتقاليد المخالفة لشرع الله تعالى وهدي نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
أما بخصوص سؤالك.. فلا شك أن الإسلام دعا إلى النكاح وإشهاره فرقاً بينه وبين السفاح الذي لا يكون إلا سراً، غير أن هذا الإعلان تحكمه ضوابط الشرع الحكيم بحيث تُبْعَد عنه كل المنكرات من شرب للخمور واختلاط بين الرجال والنساء وغير ذلك، ولا بأس بضرب الدف والغناء بغير الآلات الموسيقية، وذلك لما روى النسائي من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: رخص لنا في اللهو والغناء عند العرس. وروى البخاري وغيره عن عائشة رضي الله عنها أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار فقال صلى الله عليه وسلم: " يا عائشة ما كان معكم لهو، فإن الأنصار يعجبهم اللهو " وفي رواية " فهل بعثتم معها جارية تضرب الدف وتغني ". وقد تقدم هذا في الجواب رقم: 8283.
ومن سمات العرس الإسلامي تخفيف المهر وتقليله، وعدم المغالاة فيه، قال صلى الله عليه وسلم: " خير الصداق أيسره " أخرجه أبو داود.
وكانت مهور نسائه صلى الله عليه وسلم خمسمائة درهم، ومهور بناته أربعمائة درهم.
ومن السمات الخيرة كذلك البعد عن التبذير والإسراف والاقتصار على الحاجة، وذلك لنهي الله سبحانه وتعالى عن ذلك في جميع الحالات. قال الحق تبارك وتعالى: ( ولا تبذر تبذيراً*إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفوراً ) [الإسراء: 26-27]
والحاصل أن من أراد أن يكون عرسه إسلامياً فليجنبه كل ما نهى الله عنه من المحرمات المنتشرة في كثير من الأعراس اليوم، ويبتعد عن الإسراف والتبذير والغلاء في المهور.
والله الموفق.