عنوان الفتوى : من آداب الدعاء عدم استعجال الإجابة
منذ سنة ونصف وأنا أدعو الله بدعوة مخصصة, ولم يستجب لي - والله أعلم بسبب عدم الاستجابة - فهل هناك أشياء نعملها تقربنا من الله أكثر, ويقبل دعوتنا؟ وشكرًا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك بعدم اليأس من استجابة الدعاء، فواصل سؤال الله حاجاتك، ولا تعجل، وثق بوعد الله بالاستجابة لمن دعاه ما لم يستعجل فهو القائل: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60}.
وفي حديث مسلم: يستجاب لأحدكم ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل، قيل: وما الاستعجال؟ قال: يقول قد دعوت فلم أر يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك, ويدع الدعاء.
واعلم أن الدعاء المشروع نافع بكل حال، وأن استجابة الدعاء قد لا تقتصر على نيل المراد الآن، بل قد يدخر الله لعبده في الآخرة خيرًا مما أراد، وقد يدفع عنه الشر والبلاء بذلك، ففي الحديث: ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها، أو صرف عنه من السوء مثلها، ما لم يدع بإثم، أو قطيعة رحم، فقال رجل من القوم: إذن نكثر، قال: الله أكثر. رواه الترمذي، وصححه الألباني.
وفي رواية لأحمد: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها.
وروى الحاكم عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة. والحديث حسنه الألباني في صحيح الجامع.
ومع الدعاء استعن بالوسائل المشروعة في تحقيق مرادك, فاستعن بالصلاة, وبدعاء يونس - عليه السلام -: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" مع تحري أوقات استجابة الدعاء, كالسحر, وساعة الجمعة, وبين الأذان والإقامة.
والله أعلم.