عنوان الفتوى : حكم الكذب من أجل الحصول على اللجوء الإنساني في دولة أوروبية
أنا شاب سوري، أبلغ من العمر 29 عاماً، لكنني أعيش مع أهلي في إحدى الدول الخليجية، ولا أجد عملاً بسبب عدة مشاكل نفسية ومهنية عانيت منها في السابق، وبسبب ندرة المجال الذي أبحث عنه أيضاً، وإقامتي على وشك الانتهاء بعد عدة أشهر. وأحد طموحاتي هو البدء بمسار دراسي ومهني مختلف عما درسته في السابق, وبحكم أنني لا أجد العمل هنا، اقترح أحد أقاربي في إحدى الدول الأوروبية أن أسافر بفيزا سياحية، وأقدم لجوءا إنسانياً لكي أحصل على الإقامة والمأكل هناك، وأستفيد من الأزمة التي تعيشها سوريا وتعاطفهم مع السوريين, لكن في الحقيقة أنا مرتاب بعض الشيء من الأمر، وصليت صلاة استخارة لذلك، خصوصاً أنه إن حصلت على الفيزا السياحية وذهبت إلى هناك، فإن علي أن أخفي جواز سفري وأدعي أنه فقد مني، أو سرقه مهرب، وأطلب اللجوء بحجة أنني سوري وأن سوريا تعاني ما تعانيه، بالإضافة إلى أنني لم آت من سوريا فعلياً إلا أنني كسوري أصبحت صنفاً ثالثاً والحمد لله في الدول العربية ! فماذا علي أن أفعل ؟ هل سفري والكذب لأجل الحصول على اللجوء الإنساني والإقامة، والعمل، والجنسية الأوروبية يعتبر نفاقاً واحتيالا أم إنه مشروع في هذه الحالة ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك الكذب والتحايل على شروط استحقاق الإقامة في تلك الدول، هذا مع أنك لو لم تكن ستكذب وتتحايل على الإقامة فالأصل حرمة الإقدام عليها حسب ما رجحناه في الفتوى رقم: 67829 لما يترتب على الإقامة في بلاد الكفر من المحاذير الشرعية والمفاسد ليس على المرء في دينه فحسب، بل وعائلته وأولاده؛ ولذا ففعلها محرم ما لم تلجئ إليه ضرورة كما بينا.
والله أعلم.