عنوان الفتوى : الإقامة في بلاد الكفر لأجل العمل وتسديد الديون
أنا مسلم وكنت أعيش في بلادي غير مستقر بسبب أخي الذي كان يعمل في السياحة وقد أخذ أموالا كثيرة من الناس بنية سفرهم إلى الخارج ولكنه لم يوفق في ذلك وضاع المال كله وسحبت معه في هذا التيار ولكني أدين بقليل جدا، ولكن لا أقدر على السداد لهذا الدين لو عملت في بلادي، فهاجرت إلى بلد أجنبي وعلمت بعد الوصول أن كثيرا من الناس قدموا بلاغا إلى الشرطة عني وعن أخي فعملت على أن أبقى في هذا البلد الأجنبي لكي أعمل بها حتى أسدد ديوني، مع العلم أنني ملتزم دينيا حمدا لله ومطلق لحيتي وزاد ارتباطي بالله أكثر عندما أقمت في هذا البلد الأجنبي، والحمد لله أنا أدعو كل زملائي في العمل علي طاعة الله وعمل الخير ولكني قمت بعمل لجوء سياسي في هذا البلد لأتمكن من الإقامة بها بدون إزعاج من الشرطة وأعمل علي مساعدة أخي ليأتي معي ويسدد ديونه وأنا علمت أن الإقامة في بلاد الكفرة حرام، فماذا أفعل ؟ فهل بعد قصتي هذه إقامتي هنا لتسديد ديوني حرام أم حلال مع العلم أنني في هذا البلد علي استقامة دينية جيدة وأدعو إلى الله كل مسلم وأحاول مع الكفار بعض الوقت، فدلوني أثابكم الله هل أنا على صواب أم خطأ وإن كان خطأ فما العمل لسداد ديوني
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق لنا أن بينا في الفتوى رقم: 3497، أنه لا تجوز الهجرة إلى بلاد الكفر إلا تحت ضرورة ملجئة أو غرض دعوي بشرط أن يتمكن المهاجر من إقامة دينه ويأمن على نفسه من الوقوع في الفتن، فتن الشهوات والشبهات.
فإذا كان حال السائل كما ذكر من أنه مدين وقد يتعرض للسجن في بلده لعدم تمكنه من سداد ديونه، وأنه على استقامة ودين فلا حرج في إقامته إن شاء الله تعالى في بلاد الكفر لأجل العمل وتسديد الديون وهذه ضرورة.
ولكن يحرم عليه أن يكذب في إقامته كأن يطلب اللجوء السياسي في تلك الدول وهو في الحقيقة ليس مضطهدا سياسيا في بلده ونحو ذلك، بل الواجب عليه الصدق، وإن كان لا بد من طلب اللجوء ولا يتمكن من الإقامة إلا بذلك فليقل الصدق وسبب طلبه للجوء كما هو الواقع، أو يطلب ما يعرف باللجوء الإنساني، مع الإكثار من ذكر الله تعالى والاستغفار واللجوء إليه عز وجل لعل الله أن يجعل له مخرجا.
والله أعلم.