عنوان الفتوى : الجمع بين الصلاتين في غير السفر للشغل الشاغل
هل يجوز الجمع بين الظهر والعصر في غير السفر وكذلك المغرب والعشاء، مثل الانشغال بالدراسة حيث تكون المحاضرة وقت الصلاة .أرجو الاجابة مع بيان التعليل وجزاكم الله خيرا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإن كانت هناك حاجة تدعو للجمع بين الصلاتين كعمل متواصل يصعب قطعه، أو أمر يفوت إن ترك وفي فواته ضرر عليك أو تفويت لمصلحة شرعية معتبرة، فلا حرج في الجمع بين الصلاتين حينئذ ،بشرط أن لا يتخذ ذلك عادة مستمرة ، لما ثبت في البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نبي الله صلى الله عليه وسلم: جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء من غير خوف ولا سفر وفي رواية لمسلم:" من غير خوف ولا مطر".
أما جعل جمع الصلاتين عادة مستمرة فهذا لا يجوز، لأنه خلاف المنقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم من فعله، وحثه على أداء الصلوات في أوقاتها.
على أن المحققين من أهل العلم صرحوا بأن الجمع الذي ذكره ابن عباس هو الجمع الصوري، وهو أن يصلي المصلي صلاة الظهر في آخر جزء من وقتها (أي القدر الذي يؤدي فيه أربع ركعات مثلا) ثم يصلي صلاة العصر في أول جزء من وقتها فيظنه من رآه جمعاً، وهو في الواقع ليس بجمع، لأن كل صلاة صليت في وقتها. ومن هنا سماه الفقهاء الجمع الصوري. وليس الجمع الحقيقي الذي تقدم فيه صلاة عن وقتها إلى وقت أخرى أو تأخر صلاة إلى وقت أخرى.
وعليه فإذا كان وقت المحاضرة يتزامن مع وقت الصلاة بشكل دائم أثناء الفصل فإنه يجب حذف المادة التي تتعارض مع وقت الصلاة ، وتسجيلها في وقت آخر ، أو مع أستاذ آخر إذا أمكن . وإن لم يمكن استأذنت لدقائق وصليتها في أقرب مكان إلى قاعة المحاضرة ، وهذا يمكن عادة . فإن اضطررت إلى البقاء في القاعة وقتا يستغرق وقت الصلاة كله ، مع عدم إمكان الخروج ، كأن كنت في امتحان أو عمل متواصل لايمكن قطعه ، فإن لك حينئذ لا غير أن تجمع مشتركتي الوقت الظهر مع العصر والمغرب مع العشاء.
وننبه هنا إلى أنه لا يجوز جمع العصر مع المغرب لعدم اشتراكهما في الوقت.
والله أعلم .