عنوان الفتوى : تأخير الأم الحج لأجل مصاريف الأولاد الدراسية
والدتي ـ حفظها ربي ورعاها ـ سيأتيها مال من تركة وتريد أن تعينني منها على مصاريف الدراسة، فقلت لها إن الأولى أن تحج من هذه النقود، لأن الإنسان لا يعلم متى تستعجله المنية، وقد تتوفر النقود اليوم ولا تتوفر في الغد، والله خير الرازقين، لكن الاحتياط واجب، فردت بأنه يمكنني عند إتمام دراستي أن أرسلها ووالدي إلى الحج، فأيهما أولى بارك الله فيكم؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي عليه جمهور أهل العلم ـ وهو الصحيح ـ أن الحج واجب على الفور، ومن أخره بعد القدرة عليه، فإنه يأثم بذلك. وبالتالي، فإنه يجب الحج على أمك فورا إذا توفر لديها من المال ما تستطيع به الحج، وكان ذلك فاضلا عن كفايتها وكفاية من تلزمها نفقته، مع قدرتها البدنية، وأمن الطريق، ووجود زوج أو محرم يرافقها في سفرها للحج، فإن تعذر فوجود رفقة مأمونة.
ومصاريف الدراسة ليست عذرا يبيح لها تأخير الحج، لأنها لا تدخل ضمن النفقة الواجبة في حق الأب، فضلا عن أن تكون واجبة في حق الأم.
فالذي ننصحها به ـ إذا ـ هو أن تبادر بالحج عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: من أراد الحج فليتعجل، فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة، وتعرض الحاجة. رواه أحمد وابن ماجه وحسنه الألباني.
وللفائدة يرجى مراجعة الفتويين رقم: 137142، ورقم: 75270.
والله أعلم.
