عنوان الفتوى : زوجة تشكو من سوء عشرة زوجها
ماذا تفعل الزوجة التي تشكو من سوء عشرة زوجها؟
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخت الفاضلة :
اصبري، وتصبري، وحاولي أن توسطي أهل الفضل والعقل بينكما، وتحسسي مواطن رضاه عليك، وبذلك تجتثين بوادر الكره التي تحسين أنها بدت عنده، فالإنسان أسير الإحسان، ولعل إهمالك له مما دفعه إلى المواقع الإباحية، ولسنا نبرئه، لكنك أنت أيضا تتحملين قسطا في ذلك، فماذا تنتظرين منه وقد جفيته وقليته؟ والرجل ليس عنده إيمان يعصمه على ما ذكرت، فلم يبق إلا أن يكون معه زاد يشبعه، وهذا ما تملكينه أنت حتى لو أدى ذلك إلى قعودك عن العمل، فإنه ليس واجبا عليك نفقتك ولا نفقة عيالك، ولكنه واجب عليك إشباع زوجك وملء عينيه حتى يستعين بهذا على البعد عما حرم الله.
ولا تملي في نصحه بالصلاة، ولتكن دعوتك إليه غير صريحة؛ لأن الرجل يأنف من أمر زوجته حتى لو كان ذلك على سبيل الإرشاد، ولعله يرى فيك وفي عائلتك علوا ليس عنده مما يدفعه إلى إهانتك محاولا بذلك تعويض ما يشعر به من نقص وفرق.
فلا تجعليه يشعر بذلك، وأشعريه أنت كل حياته، وأنك عنده أفضل وأعز وأكرم من أهلك حتى يحس أنه رفيع الشأن عندك، فلعله بذلك يكف عنك أذاه إذا رأى أنه صاحب السلطان والكرم والسيادة والقوامة، وأحيطيه بصحبة صالحة تأخذ بيده إلى الله، فالإنسان يميل إلى التأثر والاكتساب أكثر من ميله إلى التعلم.
ولا تنسي أن تستعيني بالدعاء، فالعاجز من عجز عن الدعاء، وتخيري الأوقات الفاضلة، ادعي الله فيها أن يصلح حاله، وأن يكف عنك أذاه، وأن يأخذ بناصيته إليه فإنه ولي ذلك والقادر عليه.
وأثناء نصيحتك له بالصلاة، فلا تأمريه أمرا، ولا تطلبي منه أن يقرأ ويسمع، ولكن تظاهري أنك أنت تسمعين محاضرة عن الصلاة مثلا وهو بجوارك فلعل الموعظة تنفذ إلى قلبه، وأشعريه أنه يعلم أكثر منك، وأنخ أفضل منك، وأنك أهون منه وأقل، وهذا لن يضيرك ولن يحط قدرك لكنه ينفعه، وفي نفعه خير لك.
والله أعلم .