عنوان الفتوى : السخرية من العلماء وحكم مقولة رجال الدين
سمعت نكتة من صديقاتي سابقا، فيها سخرية من رجال الدين، فندمت على ذلك. فكيف يمكنني أن أتوب؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الاستهزاء، والسخرية بالناس، من المحرمات في الشرع، والاستهزاء بالعلماء والصالحين أعظم جرما من الاستهزاء بمن سواهم، والاستماع إلى النكت، والطرائف المشتملة على الاستهزاء بهم، خطره عظيم؛ وراجعي في بيان هذا الفتاوى أرقام: 15399 177845 35551 .
والتوبة تكون بالندم على ما سلف من ذلك الذنب، والإقلاع عنه، والعزم على عدم العودة إليه في المستقبل؛ وانظري حول التوبة وفضائلها وشروطها الفتاوى أرقام: 5450 196387 111852
وننبه الأخت إلى أنه لا ينبغي استعمال عبارة ( رجال الدين ).
قال الشيخ بكر أبو زيد في كتابه معجم المناهي اللفظية: رجال الدِّين الدين في الفكر الغربي بشتى مذاهبه ودياناته يعني: العبادة المصحوبة بالرهبة أو الوحشة. ومعنى هذا أن رجل الدين لا يصلح لفهم أمور المعاش بسبب انقطاعه عن محبة الناس، وليس كذلك في مفهوم الإسلام الذي لا يعترف بأن هناك رجل دين له نفوذ واختصاص، فكل مسلم رجل دين ودنيا. فالدين في المفهوم الإسلامي هو: ما شرعه الله على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - فيما ينظم صلة العبد مع ربه، ومع عباده على اختلاف طبقاتهم، وينظم أُمور معاشه وسلوكه، من غير وجود وساطة بشرية. ولهذا فلا تجد في المعاجم الإسلامية ما يسمى برجال الدين، وإنما تسربت بواسطة المذاهب المادية وخاصة: العلمانية. اهـ.
والله أعلم.