أرشيف المقالات

(30) الوقفة السابعة والعشرون: الصحابة ودور القدوة في الأمة - وقفات منهجية تربوية - عبد العزيز بن محمد السدحان

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
الصحابة يمثلون القدوة الفعلية والقولية في جميع شؤونهم، فقد ذُكر عنهم تعظيمهم لشعائر الله جل وعلا، وتمعر وجوهم إذا انتهكت حرمات الله تعالى اقتداءً بنبيهم صلى الله عليه وسلم.
وأنت ترى هذا المنهج في كثير من أهل الخير، فترى أن بعضهم في المجلس يؤثر في الناس بأخلاقه قبل أقواله.
والقدوة الفعلية قد تكون أبلغ من القدوة القولية.
ومن أدلة ذلك: لما حصرت قريش النبي صلى الله عليه وسلم ومنعته أن يعتمر عام الحديبية كان الصحابة رضي الله عنهم ألحوا أن يبقوا على إحرامهم علهم أن يدخلوا الحرم، فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بفسخ إحرامهم وحلق رؤوسهم فكأنهم حاولوا عدم تنفيذ ذلك رغبة في الخير، فدخل عليه الصلاة والسلام على أم المؤمنين أم سلمة مُغضبًا، وأخبرها بما صنع الصحابة، فقالت: اخرج ولا تكلم أحدًا منهم ثم ادعُ بالحلاق وليحلق رأسك، فلما رأى الصحابةُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أقبلوا يحلقون رؤوسهم.
فشاهد القول: أن يستشعر الإنسان هذا الأمر في مجالسة العامة بين الناس، وأن يكون قدوة وأن يحفظ شخصه وشخصيته من خوارم المروءة، ومن باب أولى وأحرى وأجدر من المحاذير الشرعية.
فيُعاب أن يكون آخر الناس قيامًا إلى الصلاة، ويُعاب أن يكون متكلمًا وقت الأذان ، ويُعاب أن يتكلم بسيء الألفاظ، ويُعاب أن يجاري عامة الناس في المزاح الذي يخرج عن الحد الشرعي.
 
ملخص من كتاب: وقفات منهجية تربوية دعوية من سير الصحابة.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢