عنوان الفتوى : صاحب الدين والخلق لا يُرفَض
جزاكم الله خيرًا لردكم على تساؤلات المستفسرين.تعرفت على إنسان، وطلب الزواج مني، وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال، أكبرهم في الثامنة من عمره، المهم أنه إنسان متدين وعلى خلق، ويخاف الله، لكني أصبحت مترددة بعد أن كنت مقتنعة، وأصبحت أشعر بأني سوف أشتت من شمل تلك العائلة، وخاصة وأنه يحب أطفاله كثيرًا، فأخاف يومًا أن يحس بأني السبب أو ما شابه، كما أنه أصبح غير واضح معي في الفترة الأخيرة، وأود بأن أوضح بأن أهلي يرفضون الفكرة بأن أرتبط بإنسان متزوج من قبل، والله إني أعيش حالة نفسية سيئة جدًا، ولا أدري ماذا أفعل؟أفيدوني، يرحمكم الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الشارع الحكيم قد أباح للرجل الزواج بأربع نسوة، كما قال سبحانه: وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ [النساء:3]. وذلك إذا وثق الرجل من نفسه بالعدل بين الزوجات، ولا حرج على المرأة في الزواج ممن تزوج من قبل.
فعلى هذا فبما أن هذا الرجل صاحب دين وخلق، وقد تقدم لخطبتك، فينبغي لك الموافقة على ذلك، ومحاولة إقناع أهلك بما أرشد إليه النبي عليه الصلاة والسلام: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد، قالوا: يا رسول الله وإن كان فيه؟ قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، ثلاث مرات. رواه الترمذي عن أبي حاتم المزني رضي الله عنه.
وإذا أصر أهلك على الرفض، وخاصة أبوك، فعليك برهم وطاعتهم، فقد روى أبو داود والترمذي وابن ماجه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كانت تحتي امرأة، وكنت أحبها، وكان عمر يكرهها، فقال لي: طلقها، فأبيت، فأتى عمر النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: طلقها.
والله أعلم.