عنوان الفتوى : أجرت عملية تمنع الحمل بشكل دائم ثم ندمت هي وزوجها
زوجتي كان عندها مشاكل في الحمل عند أول ولادة لها ، وتبعها إجهاض ، وبسبب هذا قررنا ربط الرحم ، وكان هذا بعد ولادة طفلنا الثاني . نشعر الآن أننا فعلنا أمراً ينافي أوامر الله ، ماذا نستطيع أن نفعل بعد أن ندمنا ؟.
الحمد لله.
لا شك أنكم أخطأتم خطأً كبيراً بفعلكم هذا ، ولعلكم على علم بترغيب الشريعة في الإنجاب ، وترغيب النبي صلى الله عليه وسلم في زواج الودود الولود ، وأنه صلى الله عليه وسلم سيكاثر بنا الأمم يوم القيامة .
انظر السؤال رقم (11885)
وعلى كل حال : فإن عليكم أن تسألوا أهل العلم والخبرة إن كان بإمكانكم إرجاع الأمر إلى ما كان عليه أولاً ، فإن لم يمكن هذا : فعليكم التوبة والاستغفار وعدم القنوط من رحمة الله .
ولتعلما أن ابن آدم خطَّاء وخير الخطَّائين التوابون :
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون . رواه الترمذي ( 2499 ) وابن ماجه ( 4251 ) ، وصححه الألباني في " صحيح الجامع " ( 4515 ) .
بل إن الله تعالى ليفرح بتوبة عبده وهو سبحانه الذي وفقه إليها وهو الغني عن الخلق :
عن النعمان بن بشير قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لله أشد فرحا بتوبة عبده من رجل حمل زاده ومزاده على بعير ، ثم سار حتى كان بفلاة من الأرض ، فأدركته القائلة ، فنزل فقال تحت شجرة ، فغلبته عينه وانسل بعيره ، فاستيقظ فسعى شَرَفاً فلم ير شيئا ، ثم سعى شرفا ثانيا فلم ير شيئا ، ثم سعى شرفا ثالثا فلم ير شيئا فأقبل حتى أتى مكانه الذي قال فيه ، فبينما هو قاعد إذ جاءه بعيره يمشي حتى وضع خطامه في يده فلله أشد فرحا بتوبة العبد من هذا حين وجد بعيره على حاله ) رواه مسلم ( 2745 ) .
مزادة : القربة الكبيرة ، الفلاة : الصحراء ، " قال فيه " : يعني نام .
القائلة وهي النوم وسط النهار . شرفاً : مكاناً مرتفعاً .
ولتحرصا دائماً على سيد الاستغفار ، الذي رواه شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( سيد الاستغفار أن تقول : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت " ، قال ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة ) رواه البخاري ( 5947 ) .
وعليكما اختيار خير الأوقات للاستغفار وهو الثلث الأخير من الليل قال الله تعالى في مدح عباده المؤمنين : ( وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ ) سورة آل عمران/17
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له ومن يسألني فأعطيه ومن يستغفرني فأغفر له . رواه البخاري ( 1094 ) ومسلم ( 758 ) .
ومتى كان الزوج حريصاً على الذرية فبإمكانه أن يتزوج من امرأة أخرى مع زوجته ، ولعل الله أن يرزقه منها ذرية صالحة طيبة .
والله أعلم .
أسئلة متعلقة أخري |
---|
أجرت عملية تمنع الحمل بشكل دائم ثم ندمت هي وزوجها |