عنوان الفتوى : درجة حديثين عن الرعد - ماهيته وتسبيحه
أشكلت علي المسائل وأكثرت البحث فيها: صوت الرعد هل هو صوت من الملائكه؟ وهل الأحاديث الآتي ذكرها صحيحة أم ضعيفة؟ عن موسى بن عبد العزيز قال: حدثني الحكم قال: حدثني عكرمة، أن ابن عباس كان إذا سمع صوت الرعد قال: سبحان الذي سبحت له، قال: إن الرعد ملك ينعق بالغيث، كما ينعق الراعي بغنمه، وهو حديث حسن، حسنه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الأدب المفرد. الحديث الثاني: قال الترمذي ـ رحمه الله ـ حدّثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا أبو نُعيم، عن عبد الله بن الوليد ـ وكان يكون في بني عجل، عن بُكير بن شهاب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: أقبلت يهود إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم أخبرنا عن الرعد، ما هو؟ قال: ملَكٌ من الملائكة وُكلَ بالسحاب، معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله ـ فقالوا: فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال: زَجْرُهُ السحابَ إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمر، قالوا: صدقت، فأخبرنا عمّا حرّم إسرائيل على نفسه؟ قال: اشتكى عرق النسا فلم يجد شيئاً يلائمه إلا لحوم الإبل وألبانها، فلذلك حرّمها، قالوا: صدقت ـ قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ. أفتوني وجزاكم الله خير الجزاء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق الكلام على صوت الرعد في الفتوى رقم: 51894، فراجعها.
وأما عن الأحاديث: فإن الحديث الأول خرجه البخاري في الأدب موقوفا على ابن عباس وقد حسنه الألباني ـ رحمه الله ـ وأما حديث الترمذي: فقد صححه الألباني، وقال فيه المحقق الدكتور حكمت بشير ياسين في كتابه: الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور: ذكره الهيثمي ونسبه إلى أحمد والطبراني: وقال: ورجالهما ثقات ـ مجمع الزوائد 8/242ـ وصححه أحمد شاكر في تعليقه على مسند أحمد ـ المسند رقم: 2483ـ والألباني في صحيح سنن الترمذي رقم: 2492، ولهذا الحديث شاهد من القرآن في قوله تعالى:... ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته {الرعد: 13} وفيه تسبيح هذا الملك بحمد الله تعالى والملائكة معطوف على الرعد فهو عطف عام على خاص، كما تقدم في سورة البقرة آية: 98 من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال.... اهـ.
والله أعلم.