عنوان الفتوى : هل يتمكن العلم من نقل الإنسان في لحظات آلاف الكيلومترات
ماذا تقولون في من يقول إن العلم سيتمكن من نقل الإنسان روحاً وجسداً في لحظات ضوئية آلاف الكيلومترات؟ أرجو التوضيح
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا مانع من أن يتمكن العلم الحديث من اكتشاف أساليب لنقل الإنسان روحاً وجسداً في لحظات إلى آلاف الكيلومترات، وفقاً لأسس علمية صحيحة وسنن الله في هذا الكون، وليس في الدين ما يمنع ذلك، بل ليست هنالك خصومة أصلاً بين العلم الحديث والدين، بل إن الدين يدعو إلى ذلك، كما قال تعالى: (هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا) [هود:61]. أي: طلب منكم إعمارها، وهيأ لكم كل الوسائل التي تقودكم إلى ذلك.
لكن الذي يجب أن لا يغيب عن الأذهان هو: أن ذلك لا يتم إلا بتقدير من الله عز وجل، كما قال تعالى: (وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ) [النحل:8].
وكلما تمكن الإنسان من اكتشاف جديد، دل ذلك على عمق جهله، فيظل هذا الجديد غائباً عنه أزماناً مطاولة، ويكفي في الدلالة على جهل الإنسان أنه لم يستطع معرفة كُنه بعض الأشياء التي هي مرتبطة به كحقيقة الروح، وماهية الموت.
والله أعلم.