عنوان الفتوى : نصائح لمن تأخر زواجها
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يوفقكم لما يحبه ويرضى. أنا فتاة عمري 25 سنة, أدرس وأعمل، متدينة وملتزمة جدًّا - بفضل الله -, وقد أكرمني الله بالتقرب إليه كثيرًا, ومحافظة على قيام الليل والصدقة - والحمد لله -, والناس تحبني وتتقرب مني, لكني دائمًا - رغم كل هذا - أشعر أنه ينقصني شيء أهم من الدراسة والعمل: ألا وهو الزواج، والحمد لله منحني الله قدرًا كبيرًا من الجمال، ودائمًا أدعو الله أن يرزقني الزوج الصالح المتدين, وأدعو ربي كثيرًا, ويشهد الله أني لم أتمنَّ يومًا مالًا ولا جاهًا؛ لأني أعرف أن السعادة ليست فيهما, بل السعادة في دين الرجل وأخلاقه، فما هي أسباب تأخر الزواج؟ ولماذا يؤخر الله الزواج, رغم أننا ندعو الله بالستر والعفاف والحلال؟ وهل تأخره عقاب؟ أم أن هناك أسبابًا أخرى؟ ولا أعاني من مشاكل صحية, ولا أعراض سحر, ولا أي شيء - والحمد لله -, وأنا أدعو الله وأسأل نفسي: لماذا زواجي تأخر؟ رغم أني أفضل من فتيات كثيرات تزوجن, ورغم أنهن لم ينجحن في زواجهن, وأقول في نفسي: يا الله, أنا لدي قدرات وأشياء كثيرة تجعلني أنجح في زواجي, وقد أصبح هذا الهاجس كابوسًا يلازمني، وأشعر أني أحتاج للزواج أكثر من أي وقت، فادعوا لي - بالله عليكم - أن يرزقني الله الزوج الصالح قريبًا, وأن يقرَّ عيني.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالزواج نوع من الرزق, سيأتي المسلم ما كتب له منه، روى أبو نعيم في الحلية وصححه الألباني عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: إن روح القدس نفث في روعي أن نفسًا لن تموت حتى تستكمل أجلها, وتستوعب رزقها, فأجملوا في الطلب.
إذن سيأتيك - إن شاء الله - ما كتب لك فلا تيأسي، بل عليك بالاستمرار في الدعاء, فهو من أعظم ما تقضى به الحاجات, وتدفع به الكربات، وهو أرجى للقبول بتحقيق آدابه وشروطه, والتي قد سبق لنا بيانها بالفتوى رقم: 119608.
ولا تنسي أن تبذلي مع ذلك الأسباب: كالاستعانة بالثقات من قريباتك وصديقاتك في البحث عن زوج، أو عرض نفسك على من ترغبين الزواج منه، فهذا لا حرج فيه شرعًا، وانظري الفتوى رقم: 18430.
وننبه بهذه المناسبة أولياء الفتيات إلى أنه ليس هنالك حرج شرعًا في أن يعرض الواحد منهم موليته على رجل صالح يرغب في أن يكون زوجًا لها، فقد فعل هذا بعض خيار الناس كما أوضحنا بالفتوى رقم: 7682.
وتأخر الزواج قد يكون مجرد ابتلاء؛ ليعلم الله مدى صبر عبده من عدمه، وقد يكون بسبب نوع من السحر أو العين ونحوهما، فإذا غلب على الظن ذلك فينبغي الحرص على الرقية الشرعية, ولمزيد من الفائدة يمكن مراجعة الفتاوى: 76805 - 148603 - 2244.
وفي الختام: نوصيك بالصبر, والحرص على ما يمكن أن يعين على العفة, من فعل الطاعات - وخاصة الصوم - واجتناب كل ما يمكن أن يكون مثيرًا للشهوة - وخاصة إطلاق البصر فيما حرم الله تعالى - مع الحرص على صحبة المؤمنات الصالحات، وملء الوقت بما ينفع ويرضي رب الأرض والسماوات, يسر الله لك الزوج الصالح، ووفقك إلى ما يحب ويرضى.
والله أعلم.