عنوان الفتوى : الأولى بالصدقة الأشد حاجة لها
عندي مبلغ من المال وأريد التصدق به. هل الأفضل أن أخرجه على الفقراء الذين يسكنون بجواري أم أرسله إلى سوريا؟ وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الصدقة يقدم فيها الأحوج على غيره، وأهل سوريا - فرج الله كربهم وأهلك عدوهم- أحوج من كثير من الناس في أي بلد. قال ابن قدامة في المغني: ويستحب أن يبدأ بالأقرب فالأقرب، إلا أن يكون منهم من هو أشد حاجة فيقدمه، ولو كان غير القرابة أحوج أعطاه، قال أحمد: إن كانت القرابة محتاجة أعطاها، وإن كان غيرهم أحوج أعطاهم. انتهى.
وقال المناوي في فيض القدير: والصدقة على المضطر أضعاف مضاعفة، إذ المتصدق عليهم ثلاثة: فقير مستغن عن الصدقة في ذلك الوقت، وفقير محتاج، مضطر، فالصدقة على المستغني عنها وهو في حد الفقر صدقة، والصدقة على المحتاج مضاعفة، وعلى المضطر أضعاف مضاعفة .
ويقدم كذلك ما ترتب عليه جلب مصلحة لدين الله تعالى، ولا شك أن إعانة هؤلاء في صد هجمة الظلمة ومساعيهم في إبادة أهل السنة أعظم بكثير من مجرد إطعام بعض الفقراء.
ففي الفتاوى الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية: فإنما العطاء إنما هو بحسب مصلحة دين الله، فكلما كان لله أطوع ولدين الله أنفع كان العطاء فيه أولى، وعطاء محتاج إليه في إقامة الدين وقمع أعدائه وإظهاره وإعلائه أعظم من إعطاء من لا يكون كذلك وإن كان الثاني أحوج . اهـ.
والله أعلم.