عنوان الفتوى : أذكار لعلاج الخوف الشديد والجبن المفرط
أنا فتاة، هدفي تحرير القدس بنشر فكر الجهاد، وإنشاء جيل غير مرفه بإذن الله، وأرجو من الله تعالى أن أموت شهيدة. ولكن أنا جبانة جدا، فعند ما أسمع أي صوت في البيت بالليل وباقي أفراد العائلة نائمون، أشعر بخوف شديد، وأحيانا أقع على الأرض لو رأيت أحدا في ذلك الوقت، ولكني أحاول أن أغير ما بي. فهل أدخل في هذه الآية لأنني جبانة، وإن رأيت لصا لا أتمكن من مقاومته بسبب خوفي الشديد، قال الله تعالى: (أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذى يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير .......) الأحزاب.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يبارك فيك، وأن يوفقك في مقصدك الطيب، ونوصيك بطلب علاج لما تعانين منه من الخوف المفرط الذي هو والحال ما ذكرت يعتبر جبنا خالعا، فينبغي التعوذ بالله تعالى منه دائما، وتربية النفوس على الثقة بالله تعالى والتوكل عليه، وأنه لن يحصل أي ضرر إلا باذنه تعالى؛ كما قال تعالى: قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ {التوبة:51}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس: واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك... رواه الترمذي وأحمد.
وفي صحيح البخاري عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: كنت أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يكثر القول: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي. رواه أبو داود وصححه الألباني.
ومن العلاج أيضا مراجعة الطب النفسي والتربوي.
أما الآية فقد نزلت في جماعة من المنافقين، وليس كل جبان منافق .
قال الشوكاني في فتح القدير: قَالَ الْوَاحِدِيُّ: قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ كَانُوا يثبطون أنصار النبي صلّى الله عليه وَسَلَّمَ...اهـ.
والله أعلم.