عنوان الفتوى : أدعية من نزل به كرب وشدة
أنا طالب جامعي كانت أحوالي في السابق تسير على ما يرام وآخذ الأمور باهتمام وجدية وحسن نية, ولم أكن أتكاسل عن أداء واجباتي وكنت متفوقا ومحبوبا, وفجأة تغيرت نفسي, وأصبحت كسولا جدا ومهملا ولا أهتم بالدراسة، وتراجع تحصيلي, كما أن نفسي تغيرت ولم أعد أقبل على الأمور بجدية ونفس مندفعة, وأصبحت غير مبال، مع أنني لم أكن كذلك في السابق، وقد تراجع تركيزي وخفت قوة حفظي كثيرا عما كانت عليه سابقا, وقل تفكيري ولا أفكر إلا في حالي البائسة, وأصبحت كثير السهو وأصبحت عادة السهو عندي عادة مزعجة ومستمرة، وأكره كل شيء، ولم أعد أرى شيئا يفرحني... فما هو السبب في هذا التغير المفاجئ الذي حدث معي؟ وما هو سبب التغير النفسي الذي حدث هكذا والذي جعل نفسي لا تقوم بأمر أريد أن أقوم به, ولا تقبل على ما فيه منفعة؟ وهل يمكن أن يكون من حسد أو عين؟. وجزاكم الله كل خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يفرج عنك ويزيل عنك ما أصابك، وليس عندنا ما يُجزم به في سبب ما ذكرت، ولكنا نوصيك بالصبر وكثرة دعاء الله تعالى، فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما أصاب أحداً قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجاً، قال: فقيل: يا رسول الله ألا نتعلمها؟ فقال: بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها. رواه أحمد، وهو صحيح.
وأخرج أحمد وأبو داود عن نفيع بن الحارث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت.
وأخرج البخاري ومسلم عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب يقول: لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش العظيم.
وأخرج أحمد وأبو داود وابن ماجه عن أسماء بنت عميس قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب، أو في الكرب: الله الله ربي لا أشرك به شيئاً.
وفي صحيح البخاري عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: كنت أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يكثر القول: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن.
وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: إني لأعلم كلمة لا يقولها مكروب إلا فرج الله عنه: كلمة أخي يونس عليه السلام، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. والحديث رواه الترمذي.
وفي مسند أحمد، والسنن الكبرى للنسائي، ومستدرك الحاكم، وصحيح ابن حبان ـ واللفظ لأحمد ـ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ قَالَ: لَقَّنَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ، وَأَمَرَنِي إِنْ نَزَلَ بِي كَرْبٌ أَوْ شِدَّةٌ أَنْ أَقُولَهُنَّ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْكَرِيمُ الْحَلِيمُ، سُبْحَانَهُ وَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
ويحسن بك أن تراجع بعض الأطباء وبعض التربويين المتخصصين في الأمور النفسية، ويمكنك مراجعة إخواننا في قسم الاستشارات لعلهم يفيدونك في بعض الأسباب والعلاج.
والله أعلم.