عنوان الفتوى : لا يحكم على أحد بالكفر إلا إذا تحققت شروطه وانتفت موانعه

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

بارك الله فيكم, لقد أجبتموني عن سؤالي: (2377642) والذي صوبته في

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فاعتقاد أن الله في كل مكان بذاته من العقائد الباطلة المخالفة لمنهج أهل الحق, وهو أن الله تعالى مستو على عرشه, بائن من خلقه، وقد بينا ذلك بأدلته بالفتوى رقم 6707.

وقد أوضحنا فيها أن مثل هذا الاعتقاد الباطل كفر بالله تعالى, ولكن لا يلزم من كون القول كفرًا أن يكفر قائله، فإن التكفير له ضوابطه, ولا يحكم على أحد بالكفر إلا إذا تحققت شروطه وانتفت موانعه، ومن ذلك مانع الجهل, فلا يجوز تكفير الجاهل ولو أتى مكفرًا حتى يبين له الحق، قال تعالى: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {التوبة:115}، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 721

وأما بالنسبة لاعتقاد أن هنالك مصحفًا لفاطمة - رضي الله عنها - غير هذا المصحف الذي بين أيدي المسلمين فهو كفر, وتكذيب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم كما بينا بالفتوى رقم: 97960, ولكن كما أسلفنا أنه لا يلزم من كون القول كفرًا أن يكفر قائله حتى ينتفي العذر, وإذا كان المسلم معذورًا بجهله فإنه لم يخرج عن الإسلام حتى يطالب بالنطق بالشهادتين وتجديد إسلامه، فيكفيه أن يعتقد الحق بعد ما تبين له.

فنوصيك أن تهون على نفسك, وأن تعاشر زوجتك كأن شيئًا لم يكن، ولا تلتفت إلى أي وساوس شيطانية قد ينكد الشيطان بها عليك حياتك, ويدخل الحزن على قلبك.

 والله أعلم.