عنوان الفتوى : محاذير ومزالق المغالاة في الحب
فضيلة الشيخ. جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الرائع. وأسأل الله أن يفتح علينا وعليكم أبواب السعادة والرضا. مشكلتي أنني متعلقة بإنسانة مؤمنة، وأقتدي بها في جميع أمورها، في الدين طبعا. والحمد لله بعد تعلقي بها ومحبتها، بدأت أعمل الأعمال الصالحة بإذن الله وفضله، وأتبع كل ما تأمرنا به من الأمور الحسنة من الحديث والسنة. ولكن تعلق قلبي بها جدا جدا، فأصبحت أحبها وأحاول أن أسألها أي سؤال فقط لأتقرب منها، ومحبتها زادت لدي، لكن والله لا أفكر بموضوع شهواني، إنما هي محبة وتقدير لها. وأصبحت أتضايق لفراقها، وأفكر بها كثيرا . فتح الله عليكم أبواب الخير أعينوني.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك أولا على إعجابك بموقعنا، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك إلى طاعته والبعد عن معصيته، وأن يفتح عليك أيضا أبواب السعادة والرضا بمنه وكرمه.
ولا شك في أن الحب في الله من أوثق عرى الإيمان، كما ورد بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. وله عواقبه الحميدة في الدنيا والآخرة. ويمكن مراجعة الفتوى رقم: 8642 والفتوى رقم: 76411 وهذا الحب كما يكون بين الرجال يكون بين النساء. ومن أعظم ثمراته التعاون على الخير والطاعة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ قال تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {التوبة:71}.
ولكن يجب الحذر من أن يتخذ الشيطان مثل هذا الحب سلما لإيقاع المسلم أو المسلمة في الحب المحرم، بحيث يحصل نوع من الإعجاب يترتب عليه الوقوع في العشق، فتقع الواقعة، وتحدث الطامة إن لم يتدارك المرء نفسه. فتنبهي وكوني على حذر من خطوات الشيطان.
ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 8424 والفتوى رقم: 167583.
والله أعلم.