عنوان الفتوى : العشق هل يمكن أن يصل بالعبد إلى الشرك بالله تعالى
أنا فتاة في الخامسة عشر من عمري أحببت فتاة لدرجة يمكن أن نقول عنها أنها عشق ولكن ولله الحمد كان الله معي فكنت أحاول الوصول لله وأحسست أن هذه الفتاة هي السبب في عدم وصولي إلى الله فهجرتها وكتبت لها جوابا أوضح فيه وجهة نظري وأني تركتها إرضاء لله جل وعلا ولكن مما أخافني وأرعبني أنني كنت أفكر فيها دائما ولم أكن أعلم أنني مستمرة في ذنب، المهم أن الشيطان زين لي وقال إن هذا الحب ماهو إلا حب في الله لأنها تصلي الشفع والوتر وأيضا مجيدة لجزء كبير من القرآن الكريم فتعلق قلبي بها بدرجة هائلة جدا وفي الوقت ذاته لم أكن أخشع في الصلاة إلا قليلا فقد كان فكري مشغولا بها وكان كل شيء أفعله أمامها يكون بنية الظهور أمامها بأجمل شخصية وكنت أخجل منها جدا وأحترم آراءها إلا رأيها في شيء يخالف الشرع وكنت لا أرى لها عيبا واحدا وكنت لا أستطيع نصحها وأيضا تحمر وجنتاي ويخفق قلبي بشدة كأنه زلزال بصدري إذا تكلمت معها أو تكلمت عنها، فهذه الأعراض أخافتني كثيرا فأنا عندما أقرأ أو أسمع الآية الكريمة: ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين ءامنوا أشد حبا لله ولويرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب، وأيضا قوله تعالى: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما ـ تأتي هذه الفتاة في بالي لأني كنت أجلّها جدا فأنا خائفة إذا كنت قد أشركت بالله، وسؤالي هو: هل أشركت بالله وجعلت له ندا عندما تملك حب هذه الفتاة قلبي؟ وإذا كنت قد أشركت فهل لي من توبة فيغفر الله ذلك الذنب العظيم؟ أرجوكم لا تبخلوا عليّ بالرد السريع فأنا في هم وضيق دائمين بسبب هذا الذنب وجزاكم الله كل خير وأرجو حجب هذا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالشيطان عدو الإنسان، وقد أقسم بربه سبحانه بأن يقف للإنسان على طريق الهداية ليصده عنه، قال تعالى: إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير{فاطر: 6}.
وقال عز وجل:قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين {الأعراف 16}.
وللشيطان مكره وكيده وحيله التي يوقع بها الإنسان في المعصية، فيقوده إلى ذلك خطوة خطوة، ولذا قال الرب سبحانه: يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر{النور: 21}.
فنقول لك إن الشيطان قد دخل عليك من باب الإعجاب بهذه الفتاة، ثم تعلق القلب بها، ثم حصول العشق، وعندما رأى منك انتباهة أراد أن يلبس الأمر ثوب الشرع فزين لك أن ذلك من الحب في الله، وقد لا يخفى عليك أن الأمر ليس كذلك وإنما محاولة لتبرير الواقع، فما تفعلينه أمر محرم ظهرت عليك آثاره، بل بالانشغال عن الطاعة وذهاب لذة العبادة، وهذا من شؤم هذا الفعل، فالواجب عليك التوبة النصوح واجتناب هذه الفتاة، والعشق علاجه ميسور لمن يسره الله عليه، وراجعي فيه الفتوى رقم: 9360.
وأما عن حكم العشق وهل من الممكن أن يكون شركا بالله تعالى: فراجعي فيه الفتوى رقم: 96693، ففيها تفصيل جيد لهذه المسألة، نسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق.
والله أعلم.