عنوان الفتوى : الحب في الله والأسباب الجالبة له

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أود أن تفتوني بخصوص المحبة في الله هل إذا جفى أحد الأخوان أخاه بعد مدة من الاجتهاد في التعاون ومحبة في الله ولله يكون ابتلاء أم لذنوب أم عين من زملاء لاحظنا عليهم كلمات غير مطمئنه ، فقد حصل هذا بيني وبين أختي في الله فبعد أن ختمنا أجزاء بتوفيق الله مع بعضنا التحقت بحلقة بالكلية مع أننا كنا سائرين بالحفظ وكانت هذه بداية فتورها مني مع أننا والحمد لله في ارتقاء بالقرب من الله فظني بربي أن السبب ليس لذنوب أحدثناها وهي تظن حسد والله أعلم لكلمات قيلت لها بخصوصنا، مر على هذا الجفاء شهران وبقلبي هم لا يعلمه إلا الله مع العلم أني صرت أحفظ بمفردي وأحس أني لوحدي بعد أن أذاقني ربي حلاوة التعاون معها ، أرشدوني كيف أتعامل معها صرت لا أتصل بها فكيف أكلم من أعلم أنني لست مهمة بالنسبة إليها لا أعلم هل هذا من الشيطان الحمد لله على كل حال، والله إن كل عمل كنا نتعاون عليه إلا الآن كلما تذكرت يزداد حبي في الله لها وترتفع همتي في تلك الطاعة ، أعتذر لإطالتي ولكن لا أظن إلا أنكم أحسستم بي ،أخيرا لم تجمعنا الكلية فأنا أدرس في بلد أخرى وصرت آتي بالإجازات والتواصل مستمر في العام الدراسي الماضي بالرسائل والاتصال وكانت همتي ترتفع بمجرد أتذكر هدفنا وجو البلد التي أدرس بها فتن ولا أعلم هذا العام كيف ستكون نفسيتي وحالتي إن أحياني الله.....وقد بدأت طلب العلم بفضل الله وأظن أننا لو كنا خطوة خطوة مع بعضنا سيصير تشجيعا أكبر خاصة عند الفتور. انصحوني وجزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا لا نستطيع الجزم بشيء في سبب ما حصل بينكما, إلا أنا ننبهك إلى أن الحب في الله من أعظم مراتب الإيمان وأحبها إلى الله تعالى فيتعين الحرص على دوام ما كان بينكما منه.

 فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: أحب الأعمال إلى الله -عز وجل- الحب في الله والبغض في الله. رواه أحمد وحسنه الأرناؤوط.

و قال صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء. رواه الترمذي، وقال حسن صحيح.

وقال: أوسط عرى الإيمان أن تحب في الله، وتبغض في الله. رواه أحمد وحسنه الأرناؤوط. وقال: أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله, والبغض في الله. رواه الطبراني وصححه الألباني.

 وفي الموطأ وصحيح ابن حبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين في، والمتجالسين في، والمتزاورين في.  

ومن الأسباب المشروعة المرغب فيها الجالبة للتحابب بين الأحبة في الله وعدم حصول الجفاء: المعاشرة الحسنة, والصبر على الأذى, ودفع السيئة بالحسنة, وإفشاء السلام, والتهادي والزهد فيما عندهم فقد قال الله تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ{فصلت:34}.

وفي الحديث: لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا, ولا تؤمنوا حتى تحابوا, أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم: أفشوا السلام بينكم. رواه مسلم.  

وفي الحديث الذي رواه ابن ماجه في سننه عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبوك. وصححه الألباني.

وفي الحديث: تهادوا تحابوا. رواه مالك والبخاري في الأدب وأبو يعلى والبيهقي. وحسنه الألباني.

 ومنها البعد عن المعاصي فإن المعاصي سبب للحرمان وسبب لوقوع البغضاء بين الناس، فقد عاقب الله النصارى بها لما عصوا وكفروا، كما قال تعالى: وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ العَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ {المائدة: 14}.

وفي الحديث: ما تواد اثنان فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما. رواه البخاري في الأدب وصححه الألباني والأرناؤوط. وفي الحديث: إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. رواه أحمد وابن حبان والحاكم وحسنه الألباني والأرناؤوط.

واعلمي أن التعاون بين الأصدقاء في التعلم من أهم الوسائل المساعدة في تحصيله وقد قيل قديما: نبت العلم بين اثنين.

ثم إن المتحابين إذا كان أحدهما أشد حبا لصاحبه كان أعظم أجرا منه فلا يحملك توهمك زهدها فيك على عدم الاتصال بها, فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما تحاب اثنان في الله، إلا كان أفضلهما أشدهما حبا لصاحبه. رواه ابن حبان وغيره وصححه الألباني في الأدب المفرد.

والله أعلم.