عنوان الفتوى : الزمها، فإن الجنة تحت قدميها
هل يجوز لي العمل في مدينة بعيدة عن المدينة التي تعيش فيها والدتي أطال الله في عمرها ومنحها الصحة والعافية فهي تعاني من بعض الأمراض وهي أرملة كبيرة في السن يعيش معها اثنان من إخواني 16 عاماً و14 عاماً عذري الوحيد أني أكمل دراسة عليا ليست ضرورية جدا بالنسبة لي كما أني أستطيع الدراسة في مدينة قريبة من سكن أمي وغرضي من الدراسة ليس احتسابا للأجر وإنما لتحسين وضعي الاجتماعي مع العلم أني أستطيع الحصول على وظيفة جيدة هناك قرب الوالدة في نفس اليوم أو الأسبوع أرجو وضع كل الاعتبارات في الحسبان وإجابتي في أسرع وقت فأنا محتار جداً بين عدة وظائف. وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يلزمك القرب والسكن مع أمك إلا إن طلبت منك ذلك، أو علمت من حالها حاجتها إلى قربك منها، فإنه يتوجب عليك ترك دراستك في تلك المدينة والبقاء عند أمك للقيام على رعايتها وشؤونها.
وعليك ببرها والإحسان إليها، والعمل على إرضائها، فالله سبحانه وتعالى قرن طاعة الوالدين بعبادته، وقرن شكره بشكرهما، فقال سبحانه وتعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) [الإسراء:23].
وقال سبحانه: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) [لقمان:14].
وروى النسائي أن جاهمة السلمي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أردت أن أغزو، وقد جئت أستشيرك، فقال: "هل لك من أم؟" قال: نعم. قال: "فالزمها، فإن الجنة تحت قدميها".
والله أعلم.