عنوان الفتوى : إهداء ثواب العمل الصالح للحي
فإلحاقًا بسؤالي السابق الذي ذكرت فيه: {قال الرسول صلى الله وعليه وسلم: ((من فطر صائمًا فله مثل أجره)), وأنا أصوم الإثنين والخميس, وأنوي فطوري صدقة من والدتي - حفظها الله - فهل تكفي نيتي في حصول والدتي على أجر من فطر صائما فله مثل أجره, وجزاكم الله الخير الكثير}؟, فأحب أن أوضح المقصود بأني أعد وجبة الإفطار, وأنوي بذلك صدقة من والدتي عليّ؛ لأن والدتي خارج المملكة وأنا بالرياض, وأتمنى أن يكون
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه, أما بعد:
فإن كنت تعني أنك تعد الطعام وتنويه صدقةً تُهدي ثوابها لأمك, ثم تتصدق به على نفسك, فنرجو أن تنتفع أمك بذلك, ويصلها ثواب تلك الصدقة, على القول بجواز إهداء ثواب العمل الصالح للحي والميت, وقد دلت السنة على أن إنفاق المرء على نفسه يسمى صدقة, كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَصَدَّقُوا فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ عِنْدِي دِينَارٌ قَالَ تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى نَفْسِكَ..., رواه أحمد وأبو داود والنسائي.
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى -: فدل هذا على أن الإنسان إذا أنفق على نفسه فهو صدقة ... اهـ .
وقال أيضًا: ثم اعلم أن الصدقة ليست هي التي يتصدق بها الإنسان على شخص أجنبي ليس من أهل بيته فقط، بل الصدقة على أهل بيتك أفضل من الصدقة على الأجانب، والإنفاق على أهل البيت صدقة، بل إن الدينار الذي تنفقه على نفسك صدقة أيضًا. اهــ.
والله تعالى أعلم.