عنوان الفتوى : حكم إخفاء المرأة عن أهلها بأن المتقدم لخطبتها متزوج
أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة من الجزائر، هناك رجل يريد التقدم لي وطلب يدي من أهلي ولكنه متزوج ويريد الزواج مني بطريفة شرعية وبحضور ولي أمري ولكن المشكلة أن أهلي لن يوافقوا على زواجي منه إذا علموا بأنه متزوج، لهذا اقترح علي أن لا أخبر أهلي عن أمر زواجه من الأولى وقال لي بأن هذا الكتمان لن يضر في نكاحنا من شيء ويكون الزواج شرعيا ، لهذا أريد استفسارا منكم بأقرب وقت جزاكم الله خيرا ، قبل أن يتقدم بطلبه من والدي حفظكم الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أباح الله لمن كان قادرا على العدل الزواج من أربع نسوة، وللشرع في التعدد حكم عديدة سبق ذكر طرف منها بالفتوى رقم: 13276.
ولا يلزم من يريد الإقبال على الزواج إخبار أهل الزوجة بزواجه السابق، ولا يؤثر عدم الإخبار على صحة هذا الزواج. هذا من جهة الخاطب.
وأما الخطيبة فلا يلزمها أيضا إخبار والديها، أو استئذانهما في ذلك، ومع هذا فإن من المعلوم أن الولي أقدر على تقدير كفاءة الزوج وعواقب الأمور لما له من تجربة في الحياة، ولكمال شفقته لا سيما إذا كان أبا, بينما قد تتغلب العاطفة على عقل المرأة فتهوى الزواج بمن لا يصلح لها في حقيقة الأمر وهي لا تدرك ذلك لغلبة العاطفة, ولذا ذهب جمع من الفقهاء إلى أن الأب المجبر لا يعتبر عاضلاً بردّ الخاطب، ولو تكرّر ذلك، لما جبل الأب عليه من الحنان والشّفقة على ابنته، ولجهلها بمصالح نفسها، إلاّ إذا تحقّق أنّه قصد الإضرار بها. ومن هنا نرى أن الأولى لك عدم الموافقة على زواجه منك دون علم أهلك بحاله، فهذا قد يكون أفضل وأسلم للعاقبة.
والله أعلم.