عنوان الفتوى : الموازنة بين التبكير للذهاب إلى المسجد والدعاء بعد الأذان
بعد سماع الأذان مباشرة أيهما الأفضل الدعاء حتى الإقامة أم الذهاب للصلاة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذهاب إلى المسجد أفضل من غيره؛ لاستحباب التبكير إليه, وللحصول على فضل انتظار الصلاة, وللحصول على مكان في الصف الأول، ففي الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً.
قال النووي في شرح صحيح مسلم: التَّهْجِيرُ التَّبْكِيرُ, وَمِنْهُ الْحَدِيثُ "لَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ" أَيِ التَّبْكِيرِ إِلَى كُلِّ صلاة. هكذا فَسَّرُوهُ. انتهى
مع أن الذهاب إلى المسجد مباشرة لا يتعارض ولا يتنافى مع الدعاء, وهذا بالنسبة للرجل الذي لا يفوت عليه الانشغال بالدعاء الصلاة في الجماعة.
أما إذا كان سيفوت عليه الجماعة فلا مقارنة حينئذ بين الأمرين؛ لأن الصلاة في الجماعة واجبة, والدعاء ليس بواجب.
أما المرأة فالأفضل لها أن تصلي في بيتها, ولو لم تشتغل بالدعاء, وتراجع الفتوى رقم: 134634.
والله أعلم.