أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : كيف أتعامل مع زوجتي التي خانتي؟
محتار تماما، كرهت نفسي وحياتي, وأحس أن كل ما أفعله لا طعم له، كل ذلك حصل لي بعد أن اكتشفت تسجيلا هاتفيا اكتشفت خيانة زوجتي لي, واعترفت زوجتي بأنه ولمرة واحدة حصلت ممارسة خارجية من غير إيلاج، وكانت تكلم أربعة رجال بغرض المال، سامحتها, وحملت لأول مرة بعد هذه المشكلة، قالت: إنها تابت, ورضت ألا تخرج إلا معي، أحس أن هذه حياة غير طبيعية, ومبنية على رقابتي لها, ولا تعتمد على الثقة، فهل أستطيع مراقبتها دائما، أكرر -على حسب قولها- إنها تابت وندمت، وستلد قريبا, وأفكر كثيرا في طلاقها.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبًا بك في موقعك استشارات إسلام ويب, نحن نقدر -أيها الأخ الحبيب- مدى الضيق الذي تعيشه بسبب ما قامت به زوجتك، ونتفهم هذا الشعور الذي تعانيه, وهذا شعور طبيعي يشعر به كل من في قلبه غيرة على محارمه، ولا شك أن ما قامت به هذه الزوجة جناية في حق دينها, وفي حق زوجها، ونسأل الله تعالى أن يهديها سواء السبيل، وأن يردها إليه ردًّا جميلاً، وأن يغفر لها ما كان من ذنبها.
ونصيحتنا لك -أيها الأخ الكريم- أن لا تتعجل في طلاقها ما دامت قد أقرت لك بما حصل، وزعمت أنها تابت ورجعت إلى الله تعالى، وبتمهلك وتأنّيك منفعة لك ولها ولولدك، وهي أحوج ما تكون الآن -أيها الحبيب- إلى من يأخذ بيدها ليقيلها من هذه العثرة، وأنت -إن شاء الله- أهلٌ لذلك بصبرك وحكمتك، وكن على ثقة بأنك مأجور على سترك عليها, وعلى كل ما تبذله من جهد في محاولة إصلاحها ورجوعها إلى ربها؛ فإن معلم الناس الخير والداعي إلى الهدى له من الأجر مثل الأجر الذي يعمله من يهتدي على يده، ولا تزال الملائكة والمخلوقات تصلي على معلم الناس الخير، كما جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة.
فنصيحتنا لك: أن تبذل وسعك في محاولة إصلاحها، ومن ذلك -أيها الحبيب- أن تسعى لتقوية إيمانها بما تملكه من أدوات، من ذلك الوعظ والتذكير، ويستحسن في هذا أن تسمعها بعض المواعظ التي تذكرها بالدار الآخرة، وتذكرها بلقاء الله تعالى, والوقوف بين يديه وعرض الأعمال عليه، ووقوف الناس على هذا الموقف، تُسمعها المواعظ التي تذكرها القبر, وما فيه من أهوال وشدائد، فكل هذا -بإذن الله تعالى- يطرد عن قلبها الغفلة, ويوقظها من الرقاد الذي هي فيه، وإذا صلح قلبها صلح بعد ذلك أعمالها.
ومن الوسائل -أيها الحبيب- في إصلاحها: أن تحاول تسليط الرفقة الصالحة عليها، فتشجعها على الالتقاء بالنساء الصالحات، وحاول أن تقيم علاقات أسرية مع الأسر التي فيها نساء طيبات؛ فإن الصاحب ساحب كما يقول الحكماء، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل).
ونصيحتنا أيضًا -أيها الحبيب- أن تحاول جهدك في توفية هذه الزوجة حقوقها المادية والمعنوية، حتى لا تشعر بالحاجة إلى من يُشبع لها رغباتها, فيجرها الشيطان إلى ما وقعت فيه، فحاول أن تتجمل لها، كما تحب أنت أن تتجمل لك؛ فإن النساء يُعجبهنَّ من الرجال ما يعجب الرجال من النساء.
وحاول أيضًا أن تُشبع حاجاتها الجنسية والمادية، فوفر لها ما تحتاجه من احتياجات بقدر استطاعتك بما لا يضرك، واحتسب أجر نفقتك عليها؛ فإنك لن تنفق نفقة عليها تبتغي بها وجه الله إلا أُجرت عليها، كما جاء في الحديث (حتى ما تجعله في فيِّ امرأتك) وهذا فيه أبلغ تشجيع, وحث على إنفاق الرجل على زوجته, والإحسان إليها، وأن ذلك كله مدخر له عند الله تعالى.
أما هذا الولد فإنه منك فلا تتردد في ذلك أبدًا، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الولد للفراش، وللعاهر الحجر), فهذا حكم الله تعالى في النسب، وأن المرأة إذا ولدت وهي تحت رجل مع إمكان أن يُنسب هذا الولد إليه فإن هذا الولد لاحقٌ به, ولا يجوز له أن ينفيه عن نفسه, أو يتردد في ذلك، ما دام لا يمتلك بيّنات على خلاف ذلك، فنرجو أن لا تسمح للشيطان أن يتسلط عليك بفكرة التشكيك في النسب, وما إلى ذلك، فهذا الولد ولدك، وحاول أن تصلح زوجتك بقدر الاستطاعة، ونحن على ثقة وأمل كبيرين بأنك إذا بذلت وسعك في إصلاحها مبتغيًا بذلك وجه الله؛ فإن الله عز وجل سيصلحها على يديك.
نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، ويجعلك مفتاحًا له، إنه على ذلك قدير.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
ما هي الطريقة الصحيحة لحل مشكلة الخيانة الزوجية؟ | 8132 | الخميس 13-02-2020 05:47 صـ |
تزوجت بامرأة واكتشفت أنها تحادث رجلاً أجنبياً | 8910 | الثلاثاء 18-06-2019 07:02 صـ |
أنا أعيش مع زوجتي واكتشفت محادثتها مع شخص، ما الحل؟ | 53518 | الثلاثاء 25-08-2015 04:38 صـ |