عنوان الفتوى : الأدلة على مشروعية الأذان الأول في الجمعة
الأذان الأول في صلاة الجمعة الذي استقر في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه بعض المساجد لا تؤديه رجوعا إلى الأصل الذي كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والخليفتين من بعده أبي بكر وعمر وشطرا من خلافة عثمان رضي الله عنهم ويقولون إن العلة التي من أجلها أذن على الزوراء لم تعد موجودة وهى إعلام الناس بقرب دخول وقت الجمعة فوسائل الإعلام أصبحت منتشرة في الإذاعات ومكبرات الصوت وإن الحكم يدور مع العلة وجوداً أو عدماً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأذان الأول في الجمعة من السنن المشروعة، ويدل على ذلك أمران:
الأول: أنه من سنة الخلفاء الراشدين، وقد قال صلى الله عليه وسلم: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ. رواه الترمذي وغيره.
الثاني: الإجماع الحاصل من الصحابة في زمن عثمان ثم علي ثم إجماع كل الأمة على مر العصور إلى زماننا هذا من غير نكير، ولا يزال العمل قائماً بها إلى الآن في كل أنحاء العالم.
أما ما ذكره السائل عن بعض المساجد من تركهم له بحجة أن العلة التي سن من أجلها عثمان الأذان الأول قد انتهت!! ففيه نظر.. حيث إن ما ذكره السائل من وسائل كان هناك ما يشبهها في الأزمنة الماضية حيث كانوا يعرفون الوقت بالشمس، وكانوا يؤذنون على المنارات مما يجعل الصوت يصل إلى المسافات البعيدة.
وعلى العموم فإن العلة ما زالت موجودة وهي تنبيه الناس بقرب وقت الجمعة حتى يتركوا ما بأيديهم ويستعدوا للصلاة، إضافة إلى كون ذلك من سنن الراشدين، ومما أجمعت عليه الأمة على مر العصور.
والله أعلم.