عنوان الفتوى : هل الرسول وصاحباه يسمعون الصلوات وخطب الجمعة بالمسجد النبوي
هل الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر ـ رضي الله عنهم ـ يسمعون أئمة المسجد النبوي عندما يقرأون القرآن في الصلاة أو يخطبون الجمعة قياسًا على أن الموتى يسمعون؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمسألة سماع الموتى في قبورهم مما كثر فيه الكلام وانتشر، ولبيان ما نفتي به في هذه المسألة تنظر الفتوى رقم: 54990.
وبمراجعتها يتبين لك أنه لا مانع من أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه يسمعون ما ذكر من الكلام غير أن الجزم بهذا من الغيب الذي يفتقر إلى دليل، فالأحسن الوقوف حيث أوقفتنا النصوص، ولم يرد ما يدل على الفرق بين النبي صلى الله عليه وسلم وغيره في ذلك، جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: لم يثبت في الكتاب ولا في السنة الصحيحة ما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم يسمع كل دعاء أو نداء من البشر حتى يكون ذلك خصوصية له، وإنما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه يبلغه صلاة وسلام من يصلي ويسلم عليه فقط، سواء كان من يصلي عليه عند قبره أو بعيدا عنه كلاهما سواء في ذلك، لما ثبت عن علي بن الحسين بن علي ـ رضي الله عنهم ـ أنه رأى رجلا يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها فيدعو فنهاه، وقال ألا أحدثكم حديثا سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا تتخذوا قبري عيدا ولا بيوتكم قبورا، وصلوا علي فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم ـ أما حديث من صلى علي عند قبري سمعته، ومن صلى علي بعيدا بلغته فهو حديث ضعيف عند أهل العلم. انتهى.
والله أعلم.