عنوان الفتوى : كل ما يدخل تحت مشيئة الله تعالى فهو سبحانه قادر عليه
يعلم الله أنني أحبكم في الله, عندي سؤال لابد أن أستطرد قبله، لأن أغلب زملائي قالوا إن كلامي أو مقولتي إلحادية وأنا أرى أن كلامي ليس إلا حقا من حقوق العبد على ربه، وإن كان كلامي إلحاديا فأنا أستغفر الله، فوالله لم أقصد إلا رفع راية الدين, سئلت من قبل أحدهم هل الله على كل شيء قدير؟ فقلت نعم فقط على الأشياء التي تخص المخلوقات كالغيث والمطر وتسيير الكون والمجرات وما إلى ذلك، ولكنني زدت على كلامي وقلت إن الله ليس بقادر على خلق إله آخر مثله في الصفات والقدرات ليس عجزا منه، بل لأجل العدل الإلهي منه سبحانه وتعالى عما يقولون، لأنني توقعت أن
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما لم تكن على علم بما تقول فلا تخض فيما لا تحسن، فإن الكلام في دين الله وأمر العقائد خاصة شديد وليس هو بالأمر الهين، وما ذكرته من أن الله تعالى لا يخلق إلها مثله هو في نفسه كلام صحيح، لأن ذلك من المستحيلات، وعقيدة أهل السنة أن الله تعالى على كل شيء قدير، فكل ما يمكن أن يدخل تحت المشيئة فهو قادر عليه سبحانه، قال الشيخ خالد المصلح حفظه الله: وقد اختلف الناس في متعلق القدرة، والذي عليه أهل السنة أن الله تعالى على كل شيء قدير، وكل ممكن فهو مندرج في هذا، فكل ما يصلح أن يشاء فهو عليه قدير، وإن شئت قلت: قدير على ما يصلح أن يقدر عليه، وأما الممتنع المحال لذاته مثل كون الشيء الواحد موجوداً معدوماً فهذا لا حقيقة له، ولا يتصور وجوده ولا يسمى شيئاً باتفاق العقلاء، ومن هذا الباب: خلق مثل نفسه، وأمثال ذلك، ولذلك فإن الممتنع لنفسه غير داخل في عموم قوله تعالى: إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. انتهى.
فإذا علمت ما هو معتقد أهل السنة في متعلق قدرة الرب تعالى علمت كيف يجاب عن هذا السؤال البارد وهو هل يستطيع أن يخلق مثله، والواجب عليك ألا تتكلم في مثل هذه المسائل العظيمة بالرأي المجرد وأن تحرص على أن تضبط كلامك بعبارات أهل العلم، ونحذرك من الخوض في مجادلة المبطلين ما لم يكن معك من العلم ما تتمكن به من إقامة الحجج ودفع الشبه.
والله أعلم.