عنوان الفتوى : المرتد الذي تكررت ردته هل تقبل توبته
أود أن أسأل بخصوص المسلم الذي سب الله مرات عديدة وتاب من هذا الفعل المشين عدة مرات وكان يعود إلى الذنب بعد التوبة، وهكذا عدة مرات وقد قرأت على موقعكم الكريم أن باب التوبة مفتوح إذا تاب توبة نصوحا، ولكن قرأت بعض الفتاوى بأن من العلماء من اشترط لقبول توبته ألا يتكرر ذلك منه ثلاثا، فإن تكرر فلا تقبل لدلالة التكرر على فساد عقيدته وقلة مبالاته بالإسلام، فهل هؤلاء العلماء يقصدون بعدم قبول توبته في الظاهر أي في أحكام الدنيا؟ وهل لو تاب توبة نصوحا يقبل الله توبته في رأي هؤلاء العلماء أم لا؟ وقد ذكرتم أن العلماء اختلفوا في توبة من تكررت ردته في الظاهر، وهل أيضا من تكرر سبه لله عز وجل يكون الخلاف حول توبته في الظاهر؟ وأشكركم على هذا الموقع الكريم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد فصلنا القول في توبة المرتد ورجحنا قبول توبة من تكررت ردته، وانظر الفتوى رقم: 174601.
والقائلون بعدم قبول توبة المرتد إنما يقصدون في أحكام الظاهر، وأما توبته إن كانت صادقة فإنها تنفعه باطنا فيما بينه وبين الله، وهذا لا خلاف فيه، وفي الفتوى المحال عليها نقل هذا الاتفاق كما ذكره صاحب الإنصاف وقال الشنقيطي في دفع إيهام الاضطراب بعد بحث طويل رجح فيه قبول توبة من تكررت ردته ظاهرا ما لفظه: فتحصل أن القائلين بعدم قبول توبة مَنْ تَكَرَّرَتْ مِنْهُ الرِّدَّةُ، يَعْنُونَ الْأَحْكَامَ الدُّنْيَوِيَّةَ وَلَا يُخَالِفُونَ فِي أَنَّهُ إِذَا أَخْلَصَ التَّوْبَةَ إِلَى اللَّهِ قَبِلَهَا مِنْهُ. انتهى.
وهذا عام في جميع أنواع الردة بما في ذلك سب الله تعالى.
والله أعلم.