عنوان الفتوى : حكم الحلف على المصحف والحلف على الصندوق الذي يحفظ فيه المصحف
سؤالي عن الحلف على القرآن الكريم. حضراتكم تعلمون بأن بعض المصاحف تكون بداخل صندوق خشبي محفور عليه بعض من الزخارف. و
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الحلف على المصحف سواء كان بوضع اليد عليه مباشرة أو بوضعها على غلافه غير مطلوب شرعا، بل عده الكثير من العلماء خلاف السنة.
ففي المغني لابن قدامة بعد أن ذكر القول باستحباب الحلف على المصحف عند بعض أهل العلم تأكيدا لليمين: وَهَذَا زِيَادَةٌ عَلَى مَا أَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْيَمِينِ، وَعلى ما فَعَلَهُ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ وَقُضَاتُهُمْ، مِنْ غَيْرِ دَلِيلٍ وَلَا حُجَّةٍ يُسْتَنَدُ إلَيْهَا، وَلَا يُتْرَكُ فِعْلُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَصْحَابِهِ لِفِعْلِ ابْنِ مَازِنٍ وَلَا غَيْرِهِ.انتهى.
وفي تفسير القرطبي: وَزَادَ أَصْحَابُ الشَّافِعِيِّ التَّغْلِيظَ بِالْمُصْحَفِ. قَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ: وَهُوَ بِدْعَةٌ مَا ذَكَرَهَا أَحَدٌ قَطُّ مِنَ الصَّحَابَةِ. انتهى.
وفي فتاوى نور على الدرب للشيخ محمد بن صالح بن محمد العثيمين جوابا لسؤال جاء فيه: ماحكم الشرع في نظركم في الحلف على المصحف ما هو جزاء من حلف على المصحف وما هي الكفارة؟ : وإذا حلف بالله سبحانه وتعالى فإنه لا حاجة إلى أن يأتي بالمصحف ليحلف عليه، فالحلف على المصحف أمر لم يكن عند السلف الصالح، لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة، حتى بعد تدوين المصحف لم يكونوا يحلفون على المصحف بل يحلف الإنسان بالله سبحانه وتعالى بدون أن يكون ذلك على المصحف. وقال أيضا: المسألة الأولى الحلف على المصحف لتأكيد اليمين: وهذه صيغة لا أعلم لها أصلاً من السنة فليست مشروعة. انتهى.
وفي فتاوى اللجنة الدائمة: الحلف على المصحف أو على (صحيح البخاري) لا أصل له في الشرع، وإنما هو من عمل بعض الجهال، فيجب ترك هذه العادة، وتعظيم اليمين بالله عز وجل من غير أن يكون ذلك على المصحف أو (صحيح البخاري) أو غيرهما. انتهى.
إذا علمت هذا فإنه لا داعي للحلف على المصحف أصلا، أما الصندوق الفارغ فليس له حكم المصحف على كل حال.
والله أعلم.