عنوان الفتوى : ضعف الحديث الذي يفيد أن المؤمن لا يكون كذابا مع ثبوت حرمة الكذب
أشكر إدارة الموقع والعاملين عليه لما يقدمونه من خير، وأرجو تأكيد ما إذا كان الحديث التالي صحيحا أم لا، وجزاكم الله خيرا عنا، النص الوارد: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل المسلم يسرق؟ فأجاب: نعم المسلم يسرق، ثم سألوه: هل المسلم يزني؟ فأجاب: نعم المسلم يزني، ثم سألوه: هل المسلم يكذب؟ فأجاب: لا، المسلم لا يكذب، المسلم لايكذب ـ صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نطلع على حديث بهذا اللفظ، وقد أورد الألباني في السلسلة الضعيفة لفظا قريبا منه ثم حكم عليه بأنه موضوع، قال: أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار 1ـ 113ـ 235: حدثني عمر بن إسماعيل الهمداني قال: حدثنا يعلى بن الأشدق عن عبد الله بن جراد قال: قال أبو الدرداء: يا رسول الله! هل يسرق المؤمن؟ قال: قد يكون ذلك، قال: هل يزني المؤمن؟ قال: بلى وإن كره أبو الدرداء، قال: هل يكذب المؤمن؟ قال: إنما يفتري الكذب من لا يؤمن، إن العبد يَزِلُّ الزّلّة ثم يرجع إلى ربه فيتوبُ، فيتوب الله عليه. اهـ.
وأخرج الخرائطي في مساوئ الأخلاق عن عبد الله بن جراد، أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله، هل يزني المؤمن؟ قال: قد يكون من ذلك، قال : يا رسول الله، هل يسرق المؤمن؟ قال: قد يكون من ذلك، قال: يا نبي الله هل يكذب المؤمن؟ قال: لا، ثم أتبعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هذه الكلمة: إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون.
وقد ورد لفظ آخر فيه هذا المعنى، وقد بيناه في الفتوى رقم: 32451.
وقد ثبت جمع من الأحاديث في الترهيب من الكذب كما في الحديث المتفق عليه: إن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً.
وفي صحيح مسلم: آية المنافق ثلاث وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان.
وقد روى مالك حديثا مرسلا عن صفوان بن سليم أنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أيكون المؤمن جبانا؟ فقال نعم، فقيل له أيكون المؤمن بخيلا؟ فقال نعم، فقيل له أيكون المؤمن كذابا؟ فقال لا.
والله أعلم.