عنوان الفتوى : قوة إرادة عمرو بن الجموح غلبت عذره
ما هو الدليل الشرعي على أن الله عذر عمرو بن الجموح من المشاركة في غزوة أحد؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الدليل على أن الله عذر عمرو بن الجموح في عدم المشاركة في غزوة أحد هو قوله تعالى في سورة الفتح: لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ [الفتح:17]. وكان عمرو أعرج وقد ذكر ابن عبد البر في الإصابة أن عمرو بن الجموح خرج في أول الجيش عندما خرج صلى الله عليه وسلم لغزوة أحد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد عذرك. فقال: والله لأحفرن بعرجتي هذه في الجنة. قال الحافظ أخرجه ابن أبي شيبة عن أبي قتادة.
وقال الدكتور عبد الرزاق المهدي محقق الجامع لأحكام القرآن عند تعليقه على هذا الحديث لم أره في المصنف لابن أبي شيبة ولعله في المسند وقد ذكر ابن هشام في سيرته أن عمرو بن الجموح كان رجلاً أعرج شديد العرج، وكان له بنون أربعة مثل الأسد يشهدون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد، فلما كان يوم أحد أرادوا حبسه وقالوا له: إن الله عز وجل قد عذرك، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن بني يريدون أن يحبسوني عن هذا الوجه والخروج معك فيه، فوالله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أنت فقد عذرك الله فلا جهاد عليك، وقال لبنيه: ما عليكم ألا تمنعوه لعل الله أن يرزقه الشهادة، فخرج معه فقتل يوم أحد شهيداً>
والحاصل أن عمرو بن الجموح من أهل العذر لكونه أعرج، لكنه رضي الله عنه وأرضاه فضل السعي في سبيل الحصول على الشهادة في سبيل الله، فرزقها.
والله أعلم.