عنوان الفتوى : حكم صوم من شكت في دخول ماء لجوفها من الدبر
أنا كثيرة الشك والوسواس وقد سألت الله تعالى أن يشفيني وبدأت بداية جديدة بمحاولة جاهدة بترك وإهمال كل وسواس يخطر لي وسؤالي هو: اليوم كنت أصوم القضاء وشككت بدخول الماء من الدبر أثناء الاستنجاء علماً بأنني لم أستخدم الشطاف وإنما شككت بمجرد مرور الماء لفتحة الدبر أنه دخل شيء منه ولو قطرات، ولا أدري إن كان الماء دخل فعلا إلى فتحة الدبر أم لا، علماً أنني أتبع مذهب الشافعية، فماذا أفعل أثابكم الله؟ وهل أعيد الصيام؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الشك إنما هو من قبيل الوساوس التي ينبغي لك أن تعرضي عنها ولا تلتفتي إليها، وإذا شككت في دخول شيء إلى الدبر فالأصل عدم دخوله فيستصحب هذا الأصل ويحكم بصحة صومك، والقاعدة الأولى من القواعد الخمس التي عليها مدار الفقه كما ذكرها تاج الدين السبكي في الأشباه والنظائر هي أن اليقين لا يزول بالشك، قال السبكي: اليقين لا يرفع بالشك، ولا يخفى أنه لا شك مع اليقين ولكن المراد استصحاب الأصل المتيقن لا يزيله شك طارئ عليه، فقل إن شئت: الأصل بقاء ما كان على ما كان، أو: الاستصحاب حجة. انتهى.
والمتيقن هنا هو صحة صومك فيستصحب هذا الأصل المتيقن ولا يزيله إلا يقين فساده، مع أن القول بعدم فساد الصوم بدخول شيء إلى الجوف من الدبر قول قوي متجه في الدليل.
والله أعلم.