عنوان الفتوى : حكم إجهاض الجنين لأجل مداواة الأم
أنا حامل في بداية الشهر الثاني، عملت عملية وأخذت أدوية كثير مضرة بالجنين، وذلك لأني لم أعلم أني حامل، ثم اكتشف الأطباء أن لدي دودة طفيلية في المثانة تسمى البلهارسيا وأدويتها مضرة بالجنين، وهذه الدودة مضرة لي لأنها تتغذى على الدم من جدار المثانة وتتلفها بعد فترة. هل يجوز لي أن آخذ علاجها وأجهض الجنين أم أنتظر لبعد الولادة؟ أفيدوني جزيتم خيرا ؟؟؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك، وأن يرزقك الذرية الصالحة.
وأما جواب سؤالك، ففيه تفصيل بحسب مدة الحمل، فإن كان لم يتجاوز الأربعين يوما، فلا حرج ـ إن شاء الله ـ في إسقاطه؛ دفعا للضرر المتوقع على الجنين أو على أمه، فقد نص قرار هيئة كبار العلماء رقم (140) الصادر في الدورة التاسعة والعشرين على أنه إذا كان الحمل في الطور الأول ـ وهي مدة الأربعين ـ وكان في إسقاطه مصلحة شرعية أو دفع ضرر متوقع، جاز إسقاطه. أما إسقاطه في هذه المدة خشية المشقة في تربية الأولاد أو اكتفاء بما لدى الزوجين من الأولاد فغير جائز. اهـ.
وكذلك الحال عند بعض أهل العلم في الطور الثاني من الحمل ـ بعد الأربعين وقبل نفخ الروح عند تمام مائة وعشرين يوما ـ وقد سئل الشيخ ابن عثيمين: الحامل إذا أصابها سرطان، فهل تعالج بالكيماوي مع احتمال سقوط الجنين أو تشوهه؟ فأجاب: إن كان قبل نفخ الروح فيه جاز أن ينزل الجنين (يسقط). وأما بعد ذلك فلا يجوز لها أن تفتدي حياتها بحياته، فهو قتل نفس لإبقاء نفس. فتدع العلاج وأمرها إلى الله. اهـ. وراجعي لتفصيل ذلك الفتويين: 158789، 124539.
وما دامت السائلة لا تزال في بداية الشهر الثاني، فأمر إسقاط الجنين في حقها واسع إن شاء الله.
والله أعلم.