عنوان الفتوى : كيف يفعل من يتضرر بغسل بعض أعضاء الوضوء
هل يجوز لي عدم غسل أو مسح الوجه وعدم استنشاق أثناء الوضوء (أو التيمم) إذا كان غسل الوجه والاستنشاق يسببان لي التهاب الجيوب الأنفية بصورة مستمرة وأحتاج لمعالجتها بالإبر دائماً لأنني أعيش في بلد بارد جداً وليس لدينا الإمكانات المادية للتدفئة بشكل كاف؟أفيدوني وفقكم الله.والسلام عليكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن رحمة الله بعباده أنه لم يجعل عليهم في الدين حرجاً، وأنه يريد بهم اليسر كما أخبر بذلك سبحانه وتعالى في قوله: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) [البقرة:185]، وجعل مدار التكليف بالعبادات على الاستطاعة كما في قوله تعالى: ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) [البقرة:] وقوله تعالى (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) [التغابن:16].
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم".
ومن ذلك أنه سبحانه شرع التيمم لمن عجز عن استعمال الماء، كأن كان الماء يضر به: إما بزيادة المرض أو تأخر البرء، ومن تعذر عليه استخدام الطهورين صلى على حاله.
وبناء على ما تقدم، فإذا كان الواقع هو ما ذكر في السؤال، وكان الضرر متحققاً بالتجربة أو بشهادة الثقة من الأطباء، فللسائلة عمل الآتي:
أن تغسل ما لا يتضرر بالغسل من أعضاء الوضوء، ثم تتيمم للوجه، فقد ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- إلى أن المريض يؤخر التيمم للعضو المريض بعد الفراغ من الوضوء.
والله أعلم.