عنوان الفتوى : لا حرج في وصف إنسان بالقدير
سؤالي بارك الله فيكم: ما حكم قول المعلمة القديرة والشيخ القدير ؟ وهل صحيح أن التلقب بالقدير يجوز إن جاء مضافا؟ بارك الله فيكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن وصف المخلوق بالقدير لا حرج فيه؛ فهو كوصفه بالرحيم، والحكيم والرؤوف والعليم والحليم، وما أشبهها من الأسماء والصفات المشتركة التي تطلق على الله - سبحانه وتعالى- وعلى غيره من خلقه؛ فقد قال الله تعالى: رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ {المؤمنون:116}، وقال تعالى: وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ {النمل:23}، وقال عن نبيه- صلى الله عليه وسلم- بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ. وقال عن إبراهيم عليه السلام- وبشرناه بِغُلامٍ حَلِيمٍ. وفي الآية الأخرى "بغلام عليم" وفي الحديث المتفق عليه مرفوعا: إلى هرقل عظيم الروم. ولذلك لا حرج أن يقال: المعلمة القديرة أو المعلم القدير، أو الأب الرحيم أو الملك العظيم. فكون المخلوق قديرا أو عظيما أو سميعا أو بصيرا.. لا يعني- بحال من الأحوال- أن قدرته كقدرة الله تعالى، فقدرة المخلوق محدودة ويعتريها الضعف، والإعياء، والملل، والحاجة إلى الراحة. وقدرة الله تعالى يستحيل أن يعتريها شيء من ذلك "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" فلا يلزم من اتفاق اللفظين؛ اتفاق المسميين أو تشابه الصفتين؛ فشتان ما بين صفة الخالق والمخلوق والرب والمربوب. قال الشيخ ابن عثيمين في القول المفيد شرح كتاب التوحيد:ولا يلزم من اتفاق الاسمين اتفاق المسميين، فإذا كان الإنسان رؤوفاً، فلا يلزم أن يكون مثل الخالق، فلا تقل: إذا كان الإنسان سميعاً بصيراً عليماً لزم أن يكون مثل الخالق، لأن الله سميع بصير عليم، كما أن وجود الباري سبحانه لا يستلزم أن تكون ذاته كذوات الخلق، فإن أسماءه كذلك لا يستلزم أن تكون كأسماء الخلق، وهناك فرق عظيم بين هذا وهذا. اهـ
والحاصل أن صفة القدرة من الصفات المشتركة التي اتصف بها الخالق- سبحانه وتعالى- ويمكن أن يتصف بها بعض خلقه. وانظري المزيد من الفائدة وأقوال أهل العلم عن هذا الموضوع في الفتويين: 8726 ، 131113 .
والله أعلم.