عنوان الفتوى : غالب وساوس الشيطان
شخص دائما يشعر بالوساوس في أي أمر يخص دينه ودائما يستعيذ بالله تعالى ويصل الأمر إلى حد البكاء !!!لأن الشيطان يأتيه بأمور على حد قوله يشيب منها الشعر وفي صلاته أيضا....يحاول أن يتغلب على الشيطان ويحاول أن يخشع في صلاته ويشعر بمكابدة قوية ويشعر أنه سيبكي ...وهو يقول كل هذا حدث لي كلما أحاول التقرب إلى الله تعالى وهذا الشخص ترك مشاهدة التلفاز وحتى أنه غيَّر تخصصه من حاسب آلي إلى دراسات إسلامية........ وبعد هذا كله رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام ؟؟؟؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
1. فنسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبل منك جميع أعمالك وأن يوفقك لمزيد من الالتزام بأمر الله تعالى ، ولتعلم أن الشيطان إذا وجد من العبد إقبالاً على طاعة ربه، فإنه يجتهد في إفساد ذلك عليه، وتكدير صفوه، وينبغي على العبد في هذه الحالة أن يقابل ذلك بالصبر عليه، والمواجهة الجادة لدفعه عن نفسه، وذلك بذكر الله تعالى، والبعد عن المعاصي، وملازمة أهل الصلاح والعلم، والرد على وساوس الشيطان بالأدلة الشرعية، لأن غالب وساوسه في الإيمان والطهارة والصلاة، والعبد لا يغلب وسوسة الشيطان في هذه الأمور بالذات وغيرها عموماً إلا بتقوية إيمانه وصدق توكله على الله تعالى وتسلحه بالعلم ، وقد سبق الكلام عن كيفية ذلك في الفتوى رقم:
2081 و الفتوى رقم 2860والفتوى رقم 3086والفتوى رقم 12436
2. فإن رؤية الرسول- صلى الله عليه وسلم - في المنام أمر ممكن، وهو دليل على صلاح حال الرائي إن أتاه النبي صلى الله عليه وسلم - على هيئته دون عبوس وجه أو عيب في طرف من أطرافه أو غير ذلك، كما نقله ابن حجر عن الشيخ أبي محمد بن أبي جمرة ، وقد جاء في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام أحاديث صحيحة منها: ما رواه البخاري عن أنس ـ رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة . قال ابن حجر : والذي يظهر لي أن المراد: من رآني في المنام على أي صفة كانت فليستبشر ويعلم أنه قد رأى الرؤيا الحق التي هي من الله، لا الباطل الذي هو الحلم، فإن الشيطان لا يتمثل بي . أهـ .
والمقصود من ذلك أنه إذا رآه ولو على غير صفته المعروفة فهي رؤيا حق يجب حملها على ظاهرها، أو تأويلها إن احتاجت إلى تأويل، لأنها إما بشرى بخير أو إنذار من شر .
والله أعلم .