عنوان الفتوى : سجود القلب وكيف يكون الشعور عند الدعاء في السجود
سؤالي متعلق بالسجود في الصلاة و هو مقسوم إلى قسمين:القسم الأول من
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالمقصود بسجود القلب هو انكساره وخضوعه لله تعالى كما بيناه في الفتوى رقم : 20709 . وهذا يكون في الصلاة وغيرها، فما دام القلب خاضعا لله مخبتا إليه فهو في سجود , وسجود القلب في الصلاة بخشوعه وتدبره لما يردده المصلي من ذكر فمن كان حاله كذلك كان ساجد القلب والبدن, ومن كان قلبه هائما في أودية الدنيا فهو ساجد البدن لا القلب, فاستشعري أختي السائلة في سجودك أن قلبك ساجد بين يدي ربه وتدبري ما تقولينه من ذكر ودعاء, ومعنى قول المصلي " سبحان ربي الأعلى " أي أنزه ربي الأعلى الذي له العلو المطلق من جميع الوجوه، علو الذات، وعلو القدر والصفات، وعلو القهر , أنزهه عن كل نقص وعيب , والتسبيح في اللغة التنزيه , فإذا قال القائل سبحان معناه أنزه , فتدبري هذا المعنى واستشعري ما مر ذكره تكوني قد اقتديت بالنبي صلى الله عليه وسلم في سجوده.
وأما السؤال عما ذا يجب عليك أن تستشعريه لكي يكون دعاؤك بالصورة المطلوبة فجوابه أن تجتهدي أولا في الدعاء بالأدعية الواردة في الكتاب والسنة فهي أفضل من الأدعية التي أحدثها الناس , ثم استشعري أنك تدعين مالك الملك الغني الذي يقول للشيء كن فيكون والذي لا تفنى خزائنه ولا تغيض النفقة ما في يمينه، والجمع بين هذا وبين اليقين بحصول الإجابة أمر ميسور لمن يسره الله عليه وليس أمرا شاقا فاجتهدي في تحصيل ذلك ولا تفتحي على نفسك باب الوسوسة المفرطة والشك فتضيعي على نفسك خيرا كثيرا فالأمر يسير، وانظري الفتوى رقم : 119608 ، عن جملة من آداب الدعاء , والفتوى رقم : 111725 ، عن حكم ترك الخشوع في الصلاة .
والله أعلم.