عنوان الفتوى : البعد عن الفتن ولو أدى إلى هجر بعض الأقارب
أنا شاب كنت أصلي، ولكن صلاتي عادة وليست عبادة، وكنت غير منضبط، ووقعت في علاقة محرمة مع زوجة ابن عمي، وزين لنا الشيطان هذا العمل، فكانت هناك رسائل وعلاقة محرمة إلا أنه لم يحصل زنى الفرج وحصل ما دون ذلك من تقبيل وعناق وكلام في الحب، كما كنت أتصور أنه حب، وأراد الله لي التوبة والهداية ـ ولله الحمد ـ فتبت توبة نصوحا، وأخبرتها بأنني سأقطع علاقتي بها، لأن هذا كله محرم وهي تابت توبة نصوحا أيضا، والمشكلة أن ابن عمي الذي هو زوجها إنسان مستقيم وملتزم، وبعد ما عرف أنني التزمت وبدأت أتعلم العلم الشرعي وطد علاقته معي ويحسن إلي وأنا أحس بالذنب، لأنني خنته في السابق، فهل أخبره أو أقطع علاقتي به؟ أو ماذا أفعل لكي أعلم أن الله تاب علي؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا تخبر ابن عمك بما وقع بينك وبين زوجته، ولا تقطع علاقتك به، لكن اجتهد في تحقيق التوبة والثبات عليها، وعليك بالستر على نفسك، فلا تخبر أحداً بمعصيتك، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تَنْتَهُوا عَنْ حُدُودِ اللَّهِ، مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئًا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِي لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللَّهِ. رواه مالك في الموطأ.
واعلم أن من صدق التوبة أن يجتنب العبد أسباب المعصية، ويقطع الطرق الموصلة إليها ويحسم مادة الشر، فعليك أن تجتهد في سد أبواب الفتن وتحذر من استدراج الشيطان واتباع خطواته فلا تترك مجالا للتعامل مع تلك المرأة، ولو استدعى ذلك ترك زيارة ابن عمك في بيته بالكلية، بل يجوز لك مقاطعة ابن عمك بالكلية إذا خشيت على نفسك الرجوع للمعصية، قال الحافظ أبو عمر ابن عبد البر: أجمعوا على أنه يجوز الهجر فوق ثلاث لمن كانت مكالمته تجلب نقصاً على المخاطب في دينه، أو مضرة تحصل عليه في نفسه، أو دنياه، فرب هجر جميل خير من مخالطة مؤذية. انتهى.
وننصحك بالزواج إن لم تكن متزوجا، فإن كنت لا تقدر عليه فعليك بالصوم مع حفظ السمع والبصر، وللفائدة راجع الفتوى رقم: 119071.
والله أعلم.