عنوان الفتوى : حكم وصف الله تعالى بالشيء
هل يجوز وصف الله بالشيء؟ ورد في الحديث: كان الله و لم يكن شيء معه ـ فهل معنى ذلك أن الله خلق الأشياء من العدم العام المطلق؟ وكيف أصل بنفسي إلى منزلة الإحسان: أن أعبد الله كأني أراه؟ وما هي فضائل هذه المنزلة؟ وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الله تعالى أنشأ خلقه بعد أن كان الكون كله معدوما أنشأه الله سبحانه وتعالى على غير مثال سابق، وهذا يسمى إبداعا ويسمى فطرا: الحمد لله فاطر السموات والأرض{ فاطر:1}. وقال: بديع السماوات والأرض {الأنعام:101}.
أي خالقهما على غير مثال سابق، وأما الإحسان فمما يعين عليه استشعار مراقبة الله ومخافته والاستحياء منه، وأنه يراك في كل حال، فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإحسان فقال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. رواه مسلم.
وتذكر دائما قوله تعالى: يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا {النساء:108}. وقال تعالى: واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه {البقرة: 235}. وقال تعالى: وكان الله على كل شيء رقيبا {الأحزاب: 52}. وقال تعالى: وهو معكم أينما كنتم {الحديد: 4}. وقال تعالى : ألم يعلم بأن الله يرى {العلق: 14}.
وقال صلى الله عليه وسلم: لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاً فيجعلها الله عز وجل هباء منثوراً، قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم؟ قال: أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها. رواه ابن ماجه، وصححه الألباني.
وأما عن فضله: فهو من أسباب محبة الله للعبد وإحسانه إليه، فقد قال تعالى: وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِب الْمُحْسِنِينَ{ البقرة:195}. وقال تعالى: هل جزاء الإحسان إلا الإحسان { الرحمان:60}.
وقال ابن القيم في المدارج: ومن منازل إياك نعبد وإياك نستعين منزلة الإحسان، وهي لب الإيمان وروحه وكماله، وهذه المنزلة تجمع جميع المنازل فجميعها منطوية فيها وكل ما قيل من أول الكتاب إلى ههنا فهو من الإحسان. اهـ
وأما عن سؤالك: هل يجوز وصف الله بالشيء ـ فقد بسطنا الكلام عليه في الفتوى رقم: 161651.
والله أعلم.