عنوان الفتوى : ترفض زوجته الرجوع إلى منزله حتى يكتب إيصالاً مالياً على نفسه

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

أنا متزوج منذ عامين ولي طفلة تبلغ من العمر عاما ومنذ الأيام الأولى من الزواج وكانت المشاكل بين أمي وزوجتي وأمي ذات طباع حادة وعصبية على الجميع، مع العلم أن شقة الزوجية مستقلة بي وزوجتي ( ولكنها قريبة من منزل الوالدين) إلا أن زوجتي وأهلها يشكون من تدخل أمي في جميع الأمور الخاصة بنا وأني استمع دائما لكلام والدتي وليس لي قرار خاص بي، وأمي تطلب منها في كثير من الأوقات أن تساعدها في شؤون وأعمال المنزل الخاص بوالدتي وزوجتي في البداية كانت لا تمانع ولكن بتدريج كانت تتأفف من ذلك و تضجر (وذلك نظرا لشدة معاملة أمي لها وأحيانا تسمعها ما لا يرضيها). أما زوجتي فمنذ الأيام الأولى من الزواج وجدت أنها غير جيدة في أغلب أعمال المنزل وكنت أنا أقوم بالكثير من أعمال المنزل وكانت أمي وأخواتي يغضبون عندما يروا مثل هذا الحال وكنت أصبر على ذلك محدثا نفسي بأنه لربما تصبر على أمي كما أصبر على قلة كفاءتها لأنها ترعي فرائض الله من صلاة وصيام وصدقة. وفي يوم كنت في عملي خارج المدينة واتصل بي أهلي بأن حدث مشادة بين أمي وأخي مع زوجتي وأخيها في الشارع وأنه أجبر زوجتي على الصعود إلى منزله وعندما عدت لأخذها إلى منزلي رفض وحدث مشاجرة بالأيدي وقد سبني واستعانوا بالجيران فأذوني جيرانهم بالضرب وعلمت أمي بالخبر فأخذت تحدث جيرانهم بما كان من زوجتي من تقصير وطلب لي أخوها الشرطة وأنهيت ذلك اليوم بالاعتذار له والمصالحة له لكنه رفض وفي الأيام التالية لهذا كنت أحاول أن أتلطف معه عبر الهاتف إلا أنه كان يقول أنه سوف يأخذ حقه مني لاحقا وأنه علي أن أتفاوض مع خاله واتصلت هاتفيا بخاله ولم يتحدث إلي وقال لزوجته تخبرني بأنه يتعين عليه أن يأخذ حق أبن أخته ( أخ زوجتي) بيده أولا ثم ينظر في أمر رجوع زوجتي وتغاضيت عن ذلك الوعيد واتصلت به مرة أخري في أول أيام العيد لعل الأمور تكون هدئت ولكن رد علي طفل صغير بعد غياب وانتظار على الهاتف بأنه لا يمكنه الرد الآن ويتعين علي أن اتصل به في وقت لاحق. تدخل في الأمر أحد المقربين مني ليجد حالا فاتصل بالخال هذا ووجد أنه يريد مني ضمانات لإرجاع زوجتي وتتلخص في أنه يريد إما شقة جديدة في مكان آخر أو بكتابة إيصال (شيك) بمبلغ علي نفسي. ولكني رفضت الخيارين وبات الأمر على هذا الأمر حتى الآن. أنا أخشى على نفسي من بعد الزوجة. أريد من سيادتكم الرأي و المشورة وان تضعوا كلمة لأمي فهي في غاية الانفعال فعندما أحدثها بأن تدع زوجتي لشأنها و حالها تسمعني ما لا يرضيني وأريد كلمة لزوجتي وأهلها وخاصة أنها تضع الأمور كله في يد أهلها دون مراعاة لأوامري وطاعتي. جزاكم الله خيرا

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق


الحمد لله
قد أحسنت في أنك رفضت إعطاء ما يسميه خال زوجتك بالضمانات .. ، فهذا ليس من حقه ، ولا من حقها ، بل على أهل الزوجة أن يسلموها إليك ، بما أنها زوجتك ، وكل ما هنالك أن يكون شرط الرجوع بينكما ، ما أمر الله به عباده : ( فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ) .
ولا شك أن زوجتك قد أخطأت خطأ بالغا حينما أطاعت أخاها ، وتركت بيت زوجها ، وكان من الممكن أن تسير الأمور في اتجاه أهدأ من ذلك ، وأقل شرا وفسادا .
وعلى كل حال :
فالذي ينبغي عليك الآن أن تدخل بعض أهل الخير والمعروف ، خاصة أهل العلم بالدين وأحكامه ، ليصلحوا بينكم ، ولا بأس أن ترسل بعض الزوجات الصالحات لتعرف زوجتك خطأ ابتعادها عن زوجها ، وتركها لبيته .
فإن استجابت وجاءت إلى بيتك ، ولو على غير رضا من أهلها ، فالواجب عليك مراعاة حق الله فيها ، وأن ترفق بها ، وتكرم عشرتها ، وتبعدها قدر طاقتك عن الاحتكاك بأمك وأهلك ، وأن تتفاهم أنت وهي على ما بينكما من العشرة ، ومشكلات الحياة .
وأما خدمة زوجتك لأمك ، فهي غير واجبة عليها ، بل هي تطوع وتفضل منها ، فإن قامت بها ، على قدر ما تحسن وتستطيع ، فهي مشكورة مأجورة إن شاء الله ، وما على المحسنين من سبيل ؛ وإذا لم تقم ، أو وجدت من المعاملة ما ينفرها عن ذلك : فلا حرج عليها ، وعليك أنت وإخوتك القيام بما تحتاجه أمكم من الرعاية والخدمة .
وأما أنك تقوم بشيء من أعمال البيت : فهذا لا عيب فيه ، ولا حرج ، بل البيت والأسرة شركة بينك وبين زوجك ، تقوم على التعاون والتحاب ، وليس على المشاحة والخصام بين الطرفين . وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : أكرم الناس أصلا وفصلا ، وأشرفهم عنصرا وشخصا ، وهو مع ذلك يقوم ببعض ما يقوم به أهله في منزله ، حينما يكون فارغا لذلك :
روى البخاري في صحيحه (676) عَنْ الْأَسْوَدِ قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ : مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ ؟
قَالَتْ : ( كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ ـ تَعْنِي : خِدْمَةَ أَهْلِهِ ـ فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ ) .
وفي مسند الإمام أحمد (24382) عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ : أَنَّهَا سُئِلَتْ : مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ ؟
قَالَتْ : ( كَانَ يَخِيطُ ثَوْبَهُ ، وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ ، ويَعْمَلُ مَا يَعْمَلُ الرِّجَالُ فِي بُيُوتِهِمْ ) .
لكن عليك أن تخفي ذلك كله عن كل أحد ، وأن تخفي ما يكون بينك وبين زوجك من أمور العشرة ، حتى عن أقرب الأقربين إليك وإليها .
وإذا استجابت لك زوجك ، فحاول أن تسير بما نصحناه بك معها ، وأن تبدأ سياسة جديدة أنت وهي في بيتكما .
وإذا أمكنك أن تنتقل إلى منزل أبعد عن بيت أهلك ، وبيت أهلها أيضا ، فلعله أن يكون أفضل وأصلح لكما إن شاء الله .
فإن أبت أن تطيعك ، وترجع إليك ، إلا بشروط لا تلزمك ، ويئست من صلاحها ، وعجز المصلحون : فلعل الله أن يبدلك خيرا منها ، وأن ييسر لك من يعفك ويقوم بأمرك .
ولو كانت أحوالك المادية تسمح لك بزوجة ثانية تعفك ، فابدأ بهذا الخيار ، قبل أن تفكر في الطلاق ، فإن صلح حال الأولى ، فاجمع بينهما ، فهو أفضل من التسرع في الطلاق .
وإن لم يكن عندك القدرة على ذلك ، ولم تجد سبيلا لإصلاحها ، ففارقها ، وابحث عن زوجة أخرى تعفك ، وقد قال الله تعالى : ( وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ) النساء/130
والله أعلم .

أسئلة متعلقة أخري
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...