عنوان الفتوى : استقبال القبلة وإن كثرت الصفوف وقصرت أولى من الانحراف عنها
لدينا مسجد صغير في العمل نصلي فيه جماعة، وكانت الصفوف وعددها 3 مبينة بخطوط في اتجاه القبلة، بعد هروب المخلوع شين الهاربين قمنا بتوسيعه والحمد لله، ولكن المشكل أن المسجد تحول إلى مستطيل قليل العرض بحيث بعد التوسعة برزت مشكلة هل نعمل صفوف مستوية في اتجاه القبلة وراء الإمام ونفقد الاتساع؟ أم نعمل 3 صفوف طويلة مستوية مبتعدة عن القبلة اتجاه اليمين بين 30 و45 درجة، ويبقى الإمام متجها للقبلة، بحيث نكون نحن في هذا الاتجاه، ويكون الإمام في اتجاه القبلة في هذا الاتجاه، بدأ الزملاء يصلون بهذه الطريقة، ولكني أريد أن تكون الصفوف كلها متجه للقبلة هكذا حتى لو أصبحت قصيرة وكثيرة وغير متماشية مع مداخل المسجد الكثيرة باعتبارنا نعرف القبلة ولا يجوز أن نحيد عنها؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي ننصح به هو الاجتهاد في إصابة القبلة ما أمكن خروجا من خلاف من لم يصحح استقبال الجهة من العلماء. فإذا كان تكثير الصفوف على النحو الذي ذكرته يجنبكم الانحراف عن القبلة فهو أولى، وليس في تكثير الصفوف محذور شرعي عند أحد من العلماء، واستقبال الجهة وإن كان هو الراجح من قولي العلماء، لكن الخروج من خلافهم أحوط وأبرأ للذمة، ثم إن القائلين باستقبال الجهة مختلفون في جواز تعمد الانحراف اليسير عن القبلة، وكل هذا مما لا مسوغ لأن تدخلوا أنفسكم فيه. والخلاصة أن ما اقترحته من تكثير الصفوف مع إصابة القبلة هو الأولى والأحوط.
والله أعلم.