عنوان الفتوى : حكم ما يصيب البدن والثوب من رذاذ المـاء المتطـاير عند غسـل النجـاسة
يا شيـخ أرجــو منك قـراءة سؤالي بالكـامل وحل كـل مسـألة فيه، لأنني فعـلا تعرضت للمشقة في عدة مسـائل حـول الطهـارة أولا: نجـاسة الثياب، فسروالي ـ دائمـا، أوغالبـا ـ أجـد فيـه أثـر الغائـط على شكـل خـطوط منتشرة على مسـاحة أكبـر من مسـاحة النجـاسة المعفـو عنها بكثير، وخفيفة، وأحيـانا واضحـة وهي تظهر لي أحيـانا في كـل صلاتين مـرة، أو كـل صلاة مرة، أو كـل يوم مـرة، ولا أدري صـراحة مـا سببها، هل لأني لا أقضي حـاجتي بانتظام؟ أم لدي نـوع من أنــواع السلس؟ فهـل تجـوز الصـلاة في هذه السـراويـل؟ وأيضـا لـدي مشكـلة من نـاحية نجــاسة المكـان، فـأحيـانا تكـون بيدي، أو بثوبي نجـاسة وأكــون مبتلا وأجلس بمكــان معين فتنتقـل النجـاسة كمـا هو معلوم ثم بعـدهـا أجلس على المكــان وثيابي رطبة، فهـل تنتقـل النجـاسة؟ وهـل إذا جلست وأنا مبتـل إلى ذلك المكـان تنجسه؟ ولو فرضنـا أني لا أتنجـس، فهـل إذا جلست على هذا المكـان وأنا مبتل فانتقل المـاء إلى المكـان فصـار مبلولا هـو الآخـر وقمـت مـن هـذا المكـان ثم جلست عليه من جـديد وهو مبلول ـ كمـا ذكـرت سابقا ـ فهـل تنجسه؟ علمـا بأن بلل المكـان أخذ من بلل ثياب طــاهرة؟ وأنـا حــاليا كـل مـا جلست بهـذا المكـان ـ وهو المكـان الذي يكثر جلوسي بـه ـ أغسل كـامل ثوبي ثم أتوضأ ثم أصلـي ثم أرجـع للمكـان وأنـا مبتـل فـأجلس فيه، وأنا أعـرف أنه نجس فـأتنجس وأعيد الكـرة من غسـل الثوب والوضوء والصلاة وهكــذا، وأيضـا عنـدمـا أمشـي على الأرض وقدمي مبتلة ونجسة أمشي على كثير من أراضي البيت فبهـذا يصعب علي غسـل كــافة الأمـاكن التي مشيت عليهـا وأنـا بهذه الحـالة، وعن الوضوء كمـا هو معلـوم تكـون قـدمي مبتلة، فهـل إذا مشيت على الأرض أتنجس وعلي إعـادة الوضوء؟ وهل يجـوز لي الأخـذ بفتوى المذهب الحنفي وفتوى شيخ الإسلام حـول هـذه المسألة، مـع أن القـول الأرجـح عكـس ذلك؟ وأيضـا بالنسبة لرذاذ المـاء المتطـاير عند غسـل النجـاسة، هـل إذا غسلت نجـاسة جـافة لا أثر لهـا وتطاير منهـا رذاذ المـاء تتنجس الثياب التي أصـابها الرذاذ؟ علمـا أني شعرت بمشقة كبيرة في هـذه المسألة حيت إنني كـل مـا أطهر مكـانا من ثوبي يتطـاير الرذاذ إلى أماكن أخـرى من الثوب فأغسلها فتتطـاير إلى مكـان آخـر أيضـا فتزيـد المشقة علي، وأخيرا أرجــو الإجــابة على كـل المسائل المطروحـة، لأني فعـلا عـانيت من المشقة البالغة فيهـا، وجزاكم الله كـل خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فالذي ظهر لنا أنك مصاب بالوسوسة، فننصحك أن تعرض عن الوساوس ولا تلتفت إلى شيء منها، وانظر الفتوى رقم: 134196.
وأما ما تراه من خطوط الغائط، فإن كان ذلك مجرد وهم، أو وسوسة فلا تلتفت إليه كما ذكرنا، وإن كان شيئا حقيقيا فلا بد لك من تطهير الثوب قبل الصلاة فيه، ولا يلزمك غسل جميع الثوب، وإنما يكفيك غسل الموضع المتنجس من الثوب فقط، وهكذا في جميع النجاسات، فإن الواجب هو إزالتها ولا يلزم استيعاب الثوب، أو المكان بالغسل، وأما انتقال النجاسة من جسم لآخر فقد أوضحنا حكمه في فتاوى كثيرة، وانظر الفتوى رقم: 158381، وما فيها من إحالات.
وحيث إنك مبتلى بالوسوسة ـ فيما يظهر ـ فلا نرى مانعا من أن تعمل بمذهب الحنفية في المسألة ريثما يذهب الله عنك هذا الوسواس، وأما رذاذ الماء فإنه إن انفصل غير متغير بالنجاسة لم يحكم بنجاسته ولم يجب غسل ما أصابه وهذا أمر واضح لا إشكال فيه، فإن النجاسة الحكمية كالبول يكفي غمرها بالماء في إزالتها، وما انفصل بعد من الماء فإنه غير محكوم بنجاسته، لكونه انفصل غير متغير بالنجاسة.
والله أعلم.