عنوان الفتوى : حكم إقامة خطبتين للجمعة في المبنى الواحد.
هل تجوز صلاتان للجمعة؛ خطبة وصلاة في مبنى واحد فيه مدرسة إسلامية ومسجد، أو خطبة للتلاميذ في المدرسة وأخرى في المسجد في نفس الوقت، ثم بصلاة واحدة في المسجد؟ مع العلم أن هذا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن بينا في عدة فتاوى أنه لا يجوز تعدد الجمعة في بلد واحد من غير حاجة في قول جمهور أهل العلم. جاء في الموسوعة الفقهية:
لا يجوز عند جمهور الفقهاء إقامة جمعتين في بلد واحد إلا لضرورة، كضيق المسجد، لأنّ الرّسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء بعده لم يقيموا سوى جمعة واحدة، وتعدّد الجمعة في البلد الواحد جائز مطلقا عند الحنفيّة ... اهـ
وإذا منع تعدد الجمعة في البلد الواحد فأولى بالمنع في المبنى الواحد. وعلى هذا فلا يجوز لكم إقامة خطبتين للجمعة لأن هذا من تعددها، ثم إذا كانت الصلاة ستقام في المسجد صلاة واحدة فهذا يعني أنه يمكن إحضار التلاميذ للمسجد في الخطبة، فلماذا تجعل لهم خطبة منفردة.
وإننا نرى أن التوسع الذي يفعله كثير من المسلمين في بلاد الغرب في هذا الباب من تعدد الجمعة في المسجد الواحد من غير ضرورة هو توسع مذموم ولم يأت به الشرع. وانظر الفتوى رقم: 23537ففيها بيان بعض المقاصد من إقامة الجمعة في مكان واحد.
والله أعلم.