عنوان الفتوى : حكم الدعاء على العصاة من الأقارب والأرحام
ما حكم الدعاء على الأهل إذا كانوا فاسقين سواء كانوا إخوة، أو أخوات؟ فالدعاء على الوالدين عقوق، فهل كذلك على الإخوة؟ خاصة أنهم عاقون لوالديهم ومسرفون في المعاصي، نسأل الله لهم الهداية وأحيانا ندعو عليهم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالدعاء على أهل المعاصي بصفة عامة محل خلاف بين أهل العلم، قال القاضي عياض في إكمال المعلم اختلف في الدعاء على أهل المعاصي، فأجازه بعضهم وأباه آخرون وقالوا: يدعى لهم بالتوبة لا عليهم، إلا أن يكونوا منتهكين لحرمة الدين وأهله، وقيل: إنما يجب الدعاء على أهل الانتهاك في حين فعلهم ذلك وإقبالهم، وأما في إدبارهم فيدعى لهم بالتوبة. اهـ.
والراجح أن الدعاء على المسلم المعين الواقع في المعصية لا يجوز، بخلاف ما إذا كان الدعاء عليه بسبب ظلمه وإيذائه، فهو جائز بقدر مظلمته، ومع ذلك فترك الدعاء عليه أولى، والأفضل أن يدعى له بالهداية والصلاح، وراجع في ذلك الفتويين رقم: 46898، ورقم: 7618.
فإن كان ذا رحم فالأمر أشد، لما للأرحام من الحق الواجب في الصلة والبر، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم، أو قطيعة رحم. رواه مسلم .
قال ابن حجر في فتح الباري: قطيعة الرحم من جملة الإثم، فهو من عطف الخاص على العام للاهتمام به. اهـ.
ولذلك سبق أن نبهنا على أنه لا يشرع للمسلم أن يدعو على أرحامه وأقاربه بغير حق شرعي، كما في الفتوى رقم: 104681.