عنوان الفتوى : إذا لم يتيسر الحمل الطبيعي فهل يحق للزوج عدم السماح بالتلقيح الصناعي
متزوجة من 6 سنين، تزوجت في عمر 36 وهو زواجي الأول من رجل يصغرني ب 3 سنين، في السنة الأولى لم يحصل حمل، أجريت فحوصا لي وكانت سليمة دون وجود مشاكل، وبعد طلب الطبيب تحليلا لزوجي تبين وجود مشكلة في عدد وحركة وتشوه بالسائل المنوي، وأخبرنا الأطباء انه لا حل إلا طفل الأنابيب حتى لا نتأخر نظرا لعمري، رفض زوجي الموضوع بشكل قاطع ومنعني من فتحه مرة أخرى، أو إذا أردت فإنه يطلقني سكتت، وطلبت منه أن يتعالج ربما يحدث حمل طبيعي، أجرى عملية دوالي ثم تعالج لكن لم يحدث حمل، ثم اقتنع بعد سنتين بأن نعمل محاولة أجريت محاولتين لم يحدث حمل، وفي كل مرة كان يوافق وهو كاره، وكنت أحس أنه لا ينزعج عندما تفشل المحاولة، والآن عمري 41 عاما وأتمنى أن يرزقني الله طفلا من زوجي، وقال الطبيب إنه بإمكاني عمل محاولة أخرى؛ لأني لم أصل لسن اليأس بعد، زوجي يرفض بشدة ويريد أن يتزوج بثانية، ويقول إنه يستطيع الإنجاب بشكل طبيعي من واحدة أصغر، ولا يريد طفلا مني لأني كبيرة، واحتمال أن يأتي الطفل معاقا أو مشوها، ولأن لدي ارتفاعا بسيطا في ضغط الدم، علما أن الأطباء قالوا لا مشكلة هو يراني كبيرة ومريضة، ولا يريد الإنجاب مني، يريد أما صغيرة تستطيع تربية أطفاله وتعيش معهم ربما عمرا أطول، أو تكون أقوى على تربيتهم، أخبرته أن هذا حق شرعي لي، فأجابني إنه ليس بحق شرعي لي، علما أنه رجل متدين يصلي ولا يقطع فرضا ويخاف الله. فهل كلامه صحيح؟ أرجوكم أفيدوني أنا أملي كبير بالله فكيف يقطعه لي، يقول إني ما عدت قادرة على الإنجاب، وإذا أنجبت احتمال تشوه، سألته إذا تزوجت واحتجت لطفل أنابيب هل ستعمل قال نعم، لكن الأصغر قد تنجب، وقد تنجب بشكل طبيعي، ينهرني بشدة عندما أفتح الموضوع ويطلب مني السكوت. علما أني لا اكلفه ماديا مالا يطيقه، فأنا أعمل وأدخر لكي أستطيع عمل العمليات. الوقت قصير أمامي وما عدت أستطيع الصبر مثل الأول. كيف أقنعه إن كان من حقي.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الإنجاب حق مشترك بين الزوجين، فليس لأحدهما منعه بغير رضا الآخر كما بينا بالفتوى رقم: 126211.
والإنجاب عن طريق التلقيح الاصطناعي جائز شرعا إذا توفرت الضوابط الشرعية التي نص عليها مجمع الفقه الإسلامي، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 1458. فإذا قرر الأطباء أن إنجابك من هذا السبيل ممكن، فإن اقتنع زوجك بإجراء العملية مرة أخرى فلا حرج في ذلك. وإن لم يقتنع فما عليك إلا الرضا والتسليم، فلا يلزم الزوج شرعا الموافقة على الإنجاب بهذه الطريقة كما بينا بالفتوى رقم: 106613.
وينبغي أن يسود بينكما التفاهم والاحترام عند الحديث عن هذا الأمر، فنهره إياك وطلبه منك السكوت عن هذا الموضوع مما لا ينبغي، وهو نوع من سوء العشرة. وعليك بالإكثار من دعاء الله تعالى أن ييسر موافقته، ويمكنك أيضا أن تستعيني عليه ببعض الفضلاء ممن ترجين أن يقبل قولهم ويكون لهم تأثير عليه.
نسأل الله تعالى أن ييسر أمرك، وأن يفرج كربك، وأن يرزقك ولدا صالحا تقر به عينك، إنه سميع قريب.
والله أعلم.